تطرق الصحفي الإيطالي نيكولو دي سكالزي في مقال نشر على موقع  ألتيتود - موقع إخباري يهتم بالشأن السياسي والاقتصادي والثقافي- بتاريخ الثالث من يونيو 2014 إلى تفاقم الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا، والموقف الدولي وخاصة موقف الولايات المتحدة إزاء ما يحدث.

واعتبر أنه منذ بدء الحملة العسكرية بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد ما وصفها بـ"الجماعات الإسلامية المتطرفة" ازدادت حدة الاضطرابات والفوضى في البلاد، خاصة مع الانتشار الكبير للأسلحة و"الميليشيات"، وسط عجز الحكومة على السيطرة على الأوضاع، ما أثار مخاوف المجتمع الدولي تجاه هذا الوضع وتأثيراته السلبية على المنطقة.

توتر

وأشار نيكولو دي سكالزي إلى أن الاشتباكات المسلحة التي جدت خلال الأسابيع الأخيرة بين القوات شبه العسكرية لحفتر و"الميليشيات الإسلامية"  أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، موضحا أن هذه الحملة العسكرية التي شنها اللواء المتقاعد تحت عنوان "تطهير ليبيا" كانت تستهدف "الجماعات الإسلامية المتطرفة" التي لم تسلم أسلحتها حتى الآن، بل قامت بأعمال تخريبية في أنحاء مختلفة من البلاد.

وتتحدى هذه الجماعات المسلحة في الآن نفسه سلطة الدولة وأجهزتها المتمثلة خاصة في جهاز الجيش والشرطة، التي يقيت بدورها عاجزة عن مواجهة هذه "العصابات".

 وبيّن كاتب المقال أن انتشار الأسلحة الموردة إلى النظام الليبي السابق، تعد واحدة من المشاكل الرئيسية المتسببة في أعمال الشغب والفوضى الجارية في ليبيا اليوم.

كما لا يوجد إلى حد الآن تقدير دقيق لنوع الأسلحة والكميات المتداولة كما تحديد مسؤولية من يقف وراء حركة مرورها وتهريبها، فليبيا أصبحت سوقا مزدهرة في تجارة الأسلحة وبيعها في الداخل والخارج.

سيطرة

وأضاف الكاتب أن الأجزاء الشرقية من البلاد تبقى إلى حد كبير خارج نطاق سيطرة الحكومة المركزية، حيث تسيطر بعض الجماعات المسلحة على الموانئ النفطية، ما تسبب في تعطيل تصدير وإنتاج النفط وهو ما أثر بصفة مباشرة على الاقتصاد الليبي والتوازنات الجيو- اقتصادية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

يذكر أن المسؤول عن الاستخبارات الإيطالية ماركو منيتي كان قد أصدر في الثالث من مايو الماضي على أعمدة صحيفة  "الصولي 24 أوري" تحذيرا بشأن الوضع في ليبيا، مؤكدا أنه قد بقي ستة أشهر لإنقاذ البلاد من الفوضى، وأنه وجب الانتباه جيدا لخطورة تدهور الوضع في ليبيا على أمن  منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا.

وفي  اليوم نفسه كتب المحلل الأمريكي إيلي ليك أنه من المرجح أن تصبح ليبيا قاعدة "للإرهاب" تنطلق منها عمليات تضر بالمصالح الغربية اعتمادا على القرب الجغرافي من أوروبا.

جماعات

ولفت كاتب المقال إلى أن ما يقارب 140 عنصرا من الجماعات المسلحة – التي وصفها بالعصابات- تنتشر في مختلف مناطق ليبيا، وهي مستقلة عن بعضها البعض كما أنها مسؤولة عن اختطاف رئيس الوزراء السابق علي زيدان في أكتوبر الماضي.

ومن أهم "الحركات المسلحة" الأكثر تنظيما تنظيم "أنصار الشريعة" - الذي يقاتل وفق تعبير سكالزي لأجل فرض الشريعة الإسلامية في كامل مناطق ليبيا-، هذه "الجماعة الأصولية" على ارتباط وثيق بتنظيم "القاعدة" وتتحالف أيضا مع لواء "شهداء أبو سليم" ، وهي على قريبة من جماعة الإخوان المسلمين.

وأكد سكالزي أن تنظيم "أنصار الشريعة" يعتبر المسؤول عن الهجوم الذي استهدف يوم 11 سبتمبر 2012 القنصلية الأمريكية في بنغازي، وراح ضحيته السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة من الموظفين، مشيرا إلى كون هذه العملية وقع التخطيط لها بالتنسيق مع مقاتلي "لواء 17 فبراير".

 ووفقا لعديد الجهات الاستخباراتية الغربية يمتلك التنظيم أسلحة مضادة للطائرات على غرار أنظمة صواريخ الدفاع الجوي المحمولة.

دور واشنطن

 وبشأن الموقف الأمريكي تجاه ما يحدث في ليبيا أوضح الكاتب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال خطاب له في الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت أكد أنه يرفض خيار التدخل العسكري لحل النزاع الحاصل في ليبيا.

لكن الكاتب بيّن أن دور واشنطن في ما يتعلق بما يحدث في ليبيا بدأت تتجلى ملامحه، خاصة غداة تصريح السفيرة الأمريكية ديبورا جونز في ليبيا بقولها إنها لا تستطيع إدانة ما يقوم به حفتر بما أنه يحارب الإرهاب وهو ما اعتبره عديد المحللين دعما مباشرا من قبل واشنطن لحفتر.