يبدو أن استضافة المغرب أخيرا، لجلسات الحوار الليبي، المنعقدة بإشراف أممي، كان لها وقع خاص على الدبلوماسية الجزائرية، التي كانت منذ فترة، تتسيد مشهد الحوار الليبي، وتتجه الأنظار إليها بكونها البلد الأكثر تأثيرا على الفرقاء الليبيين، والقادر على جمعهم على طاولة الحوار وسط العاصمة الجزائرية.

وتقول مصادر، وصفها إرم بالمطلعة، إن الجزائر ترى في حوار الرباط، إنقاصا لدورها -الذي تراه محوريا-، في الأزمة الليبية، ويقوض جهودها الدبلوماسية، لإثبات مقدار ثقلها السياسي في المنطقة، خاصة أن البلد البديل لعقد الحوار هو المغرب.

ويسود التوتر بين البلدين لأسباب سياسية وحدودية وتراكمات قديمة-جديدة ساهمت بفتور العلاقات أحيانا، وأحيانا أخرى وصلت إلى حد المواجهات الكلامية، والتصريحات الدبلوماسية اللاذعة.

وفي هذه الأثناء، تحاول الجزائر إعادة هيبة دبلوماسيتها لحل الأزمة الليبية، حيث كشف الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغربية والأفريقية، عبد القادر مساهل، عن استضافة بلاده لاجتماع يضم الفرقاء الليبيين الثلاثاء المقبل.

وقال مساهل لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عقب وصوله مساء السبت إلى القاهرة لترؤس وفد بلاده في أعمال الدورة 143 لمجلس وزراء الخارجية العرب، إن الجزائر ستستضيف الثلاثاء المقبل اجتماعا يضم رؤساء الأحزاب السياسية الليبية والنشطاء السياسيين في إطار الحوار الليبي الذي ترعاه بعثة الدعم للأمم المتحدة لليبيا طبقا للبيان الذي أصدرته البعثة الثلاثاء الماضي.

ورغم تأكيد مساهل أن هذا الاجتماع يدخل في إطار المسار الهادف إلى إيجاد حل سياسي توافقي للأزمة الليبية قصد التوصل إلى حكومة وحدة وطنية تضطلع بتسيير المرحلة الانتقالية وتخطي الأزمة التي يشهدها هذا البلد.