أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن تصاعد العنف خلال الأسبوعين الماضيين قرب مطار بانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد النازحين والمشردين داخليا ، بحسب مصدر أممي.

وفي مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الأممية بنيويورك، الخميس، قال فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "أعداد المشردين داخليا تزايدت خلال الأسبوعين الماضيين  بنحو 10 الاف شخص في موقع الكرمل جنوب العاصمة، و10 آلاف آخرين في  موقع  مبوكو القريب من المطار، بحسب أوتشا".وأضاف أنه وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن "60 شخصا على الاقل قتلوا في بانغي خلال الأيام العشرة الماضية، في الوقت الذي يستمر فيه استهداف موظفي الوكالات الإنسانية الدولية والوطنية من قبل الميليشيات المسلحة".

وأشار فرحان حق إلى أن وكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين "أعربت عن قلقها" أيضا إزاء سلامة حياة 20 ألف شخص من الأقليات في بلدات مختلفة بجميع أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة بانغي.ولفت إلى أنه في الأشهر الثلاثة الماضية، لجأ أكثر من 82 ألف شخص من إفريقيا الوسطي إلى الكاميرون، والكونغو الديمقراطية والكونغو وتشاد.

وردا علي سؤال بشأن تقارير تفيد بأن تشاد تعتزم سحب  قواتها من بعثة القوات الأفريقية لحفظ السلام  (ميسكا)، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام إن "بعثة (ميسكا)  تخضع لقيادة الاتحاد الافريقي وليس الأمم المتحدة".وأشار إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تضع مخططاتها لحالات الطوارئ المحتملة لنشر قوات أممية، وأنها تنتظر صدور قرار من مجلس الأمن بشأن توصيات الأمين العام في هذا الصدد".

وفي شهر فبراير/شباط الماضي، اقترح بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على مجلس الأمن الدولي ، إرسال 3 آلاف جندي ورجل شرطة إضافي إلى أفريقيا الوسطى، لتعزيز قوات الاتحاد الافريقي وفرنسا، كما عرض الأمين العام أيضا، ضم كل القوات الدولية في أفريقيا الوسطى، تحت قيادة موحدة.

كانت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، انحدرت في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.

وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.ويتواجد حاليا في بانغي نحو 1600 جندي فرنسي، إضافة إلى 6000 من جنود قوات حفظ السلام الأفريقية، وكثيرا ما يتهمهم المسلمون بالفشل في نزع سلاح ميليشيات (أنت بالاكا) التابعة لمتشددين مسيحيين.