رأى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب، أن "هناك علاقات توظيفية بين الإخوان والجماعات المسلحة الإرهابية، حيث إن الجماعة تستغل تلك الجماعات لتنفيذ بعض المهام التي لا تقدر على القيام بها بشكل مباشر، ومن ناحية أخرى تستغلها التنظيمات المسلحة لمحاولة تقويض أركان الدولة واستمرار اشتعال الحرب السياسية بين الجماعة ومؤسسات الدولة"، حسب موقع 24 الإماراتي.

وتابع: "التنظيم الإخواني كذلك يوفر غطاءً سياسياً للأحداث الإرهابية، وإغراقها بالأكاذيب، والتدليس عليها بأنها دفاع عن النفس والعرض، ولذلك فالجماعة في اضطراب وحالة من ازدواجية المعايير والمواقف، فهم في بعض الأوقات يحاولون الظهور بمظهر الجماعة السياسية السلمية، وفي الوقت الآخر يدعمون العنف والتحريض على التصعيد ضد الدولة".

وأضاف حبيب، أن "ما يطلق عليه المجلس الثوري الإخواني المشكل في تركيا ليس إخوانياً ولكنه يُخدِّم على مصالح الجماعة ويتبنى نفس المطالب بعودة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعودة مجلس الشعب المنحل، وإخراج كافة القيادات التنظيمية من السجون".

وأوضح الباحث البارز في شؤون الحركات الإسلامية أن "المجلس الثوري هو أحد الأذرع السياسية للتنظيم وأحد الأوجه المتعددة له، كذلك فإن ذلك المجلس يعمل على تبني الخطاب التحريضي ومحاولة التصعيد ضد الدولة في حين أن التنظيم في الداخل يعمل على تصدير صورة غير حقيقية بأن الجماعة متمسكة بالتحرك السلمي والتعبير عن الرأي بأدوات غير عنيفة ودون حمل السلاح".

وأكد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن "الجماعة تعاني من حالة في التباس الرؤى، حيث يصر الشباب على موقف العنف وتبني خطاب يحرض على القتال المسلح ضد مؤسسات وأفراد الدولة، بينما لازال بعض كبار القيادات حتى من في الخارج يحاولون التشبث بعدم الإعلان عن دعم الجماعات الجهادية في مصر مباشرة، ورغم أن الاختلاف ليس سوى في مجرد الإعلان عن تبني العنف المسلح إلا أن هذا الخلاف أحدث حالة كبيرة من الانقسام داخل الجماعة".

ولفت إلى أن "القيادات تضع في حساباتها صورتها أمام الغرب الذي لازال بعضه يدعمها على أساس أنها تيار سياسي مضطهد بسبب خلط وتزييف الحقائق والمعلومات لديه".

ونوه حبيب إلى أنه "فيما يخص حزب الحرية والعدالة وبياناته التحريضية، فإن الحزب حريص على أن تكون بياناته باللغة الإنجليزية حتى يتم ترويجها للغرب، خاصة الخطاب الأخير حول إدانته للهجوم الإرهابي على معبد الكرنك بمحافظة الأقصر"، مؤكداً أن "الحزب نفسه لا يدخر وقتاً أو جهداً في نشر الأخبار المحرضة والبيانات التي تعمل على تأجيج مشاعر الكراهية ضد الدولة المصرية والنظام، وتحريض أنصار الجماعة على العنف واستهداف مؤسسات الدولة مثل أقسام الشرطة وغيرها، كما أنه نفس الكيان الذي أيد منذ البداية خلق حالة استنزاف الدولة ثم يأتي لاحقا لإدانة العمليات الإرهابية".