احتلت ليبيا على مدار السنوات السبع الماضية صدارة المشهد على الصعيدين الإقليمي والعالمي ولا تزال، منذ أن تفجرت الأوضاع مع اندلاع الأزمة التي حولت البلاد إلى ساحة حروب متجددة في ظل انتشار المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي أغرقت البلاد في حمام دم لا ينشف.
وتشارف سنة 2018 على النهاية دون أن تطرأ تحوّلات كبيرة على المشهد الليبي الغارق في الفوضى والانقسام السياسي، فالوضع الداخلي مازال متوترا تحيط به عدة أزمات، أبرزها استمرار تغلغل التنظيمات الجهادية التي تواصل عملياتها الارهابية هنا وهناك بالرغم من المحاولات المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
استمرار العمليات الإرهابية
وبالرغم من أن مخططات التنظيمات الارهابية تعرضت لانتكاسات كبيرة بعد فقدانها لابرز معاقلها خاصة في سرت وبنغازي، اضافة الى سقوط أبرز قياداتها بين قتيل واسير، فإن خطرها مازال يتهدد الساحة الليبية التي مازالت تتسم بالفوضوية وغياب سلطة الدولة الموحدة
ومع تشديد الخناق عليها، انتقلت العناصر الارهابية في العام 2018، إلى النشاط الإرهابي عبر الخلايا النائمة، وذلك من خلال عمليات تفجير السيارات المفخخة واستهداف المرافق الخدمية كشبكات الكهرباء والمياه، والهجوم المباغت على حواجز ومقار عسكرية سواء كانت تتبع لحكومة الوفاق الليبية أم للجيش الوطني الليبي.ويمكن تقسيم العمليات الارهابية الى نوعين:
عمليات انتقامية
مع نجاح الجيش الليبي في التقدم في حربه على الارهاب في عدة مناطق من البلاد، وبالأخص بعد سيطرته على كامل مدينة بنغازي التي تعد أهم المناطق التي كانت تتمركز بها العناصر الارهابية، تحركت آلة الارهاب لتحصد أرواح الأبرياء في محاولة يائسة لبث البلبلة والانتقام لهزائمها.
ففي 23 يناير 2018، قتل 41 شخصا على الأقل وأصيب عشرات بينهم قيادات أمنية وعسكرية كبيرة وعناصر من الشرطة، في انفجارين منفصلين لسيارتين ملغمتين في محيط مسجد بيعة الرضوان في منطقة السلماني المكتظة بالسكان شمال بنغازي شرقي ليبيا. ووقع الهجوم عندما كان المصلون يغادرون مسجدا بعد أداء الصلاة.
ولم يكد يمر أسبوعين، وتحديدا في 09 فبراير 2018، حتي استهدف الارهابيون جموع المصلين داخل مسجد سعد بن عبادة، المعروف بمسجد خليل المقصبي الواقع بين منطقتي الماجوري والبركة، وسط مدينة بنغازي.وأسفر الهجوم عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح ، وأفادت تقارير اعلامية، إن التحقيقات الأولية أكدت أن عبوة ناسفة وضعت في أحد مرافق المسجد وتم تفجيرها عن بعد أثناء أداء صلاة الجمعة.
وفي 23 أغسطس، تعرضت "بوابة كعام" شرقي العاصمة الليبية طرابلس لهجوم إرهابي قاده 3 إرهابيين، أسفر عن مقتل 4 من رجال الأمن الليبيين على الأقل وإصابة 10 آخرين، فيما قتل الأمن الليبي أحد الإرهابيين الثلاثة، وهو الإرهابي إبراهيم الذيب المشتبه في انتمائه منذ فترة لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
وسارع تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى الإعلان عن مسؤوليته عن الهجوم، ووصف في بيان نشره عبر وكالة أعماق الذراع الإعلامي للتنظيم، جنود البوابة الأمنية بـ"الطواغيت التابعين لحكومة الوفاق المرتدة"، مشيراً إلى إنه أدى إلى مقتل سبعة منهم وجرح عشرة آخرين.
وفي 02 سبتمبر 2018، تفجير إرهابي إستهدف البوابة الامنية بمقر الكتيبة 116 مشاة التابعة للجيش الليبي والتي تقع في طريق المعهد العالي بسبها، وقالت تقارير إعلامية أن الانفجار لم يسفر عن وقوع أي خسائر بشرية، ونتج عنه أضرار مادية فقط.وجاء الهجوم في أعقاب بدء قوات الجيش الوطني الليبي انتشارها وفرض سيطرتها على مدينة سبها ضمن عملية "فرض القانون" التي أطلقها قائد الجيش المشير خليفة حفتر، قصد تعزيز سيطرتها في الجنوب الليبي لتأمينه من الجماعات الإرهابية.
وفي 29 أكتوبر 2018، تعرضت بلدة الفقهاء في منطقة الجفرة في ليبيا لهجوم دموي من قبل تنظيم داعش ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، فضلاً عن خطف عدد من رجال الشرطة.وكشف المجلس البلدي للجفرة أن عناصر داعش هاجموا بلدة الفقهاء بواسطة 25 آلية مسلحة، كما أضرموا النار في مركز للشرطة ومقار الدفاع المدني والحرس البلدي ومحطة إرسال شبكة المدار للهاتف المحمول ما أدى لانقطاع الشبكة.
وجاء هذا الهجوم بعد أسبوعين من إلقاء قوات الجيش القبض على أحد القيادات الليبية البارزة في التنظيم ويدعى جمعة القرقعي، ومرافقه علي عبدالغني الفيتوري، اللذين ألقي القبض عليهما في جبال الهاروج بالقرب من مدينة الفقهاء يوم 16 أكتوبر من قبل الكتيبة 128 التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي.
وهو ما دعمه التنظيم، الذي تبنى العملية الإرهابية، حيث أرجع سبب هجومه على بلدة الفقهاء، للبحث عن مواطنين وعناصر من الشرطة والجيش ممن وصفهم بـ"المطلوبين"، ردًا على إلقاء الكتيبة "128 مشاة" التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، القبض على القياديين في التنظيم القرقعي والفيتوري.
وفي 23 نوفمبر 2018، تعرض مركز شرطة بواحة تازربو جنوب شرق ليبيا لهجوم إرهابي، أسفر عن مقتل تسعة من المدنيين وأفراد الشرطة وإصابة 15 شخصا وخطف قرابة 20 آخرين.وسارع تنظيم "داعش" الإرهابي لتبني الهجوم وقال بيان للتنظيم الإرهابي أن الهجوم لم يكن الأول من نوعه، وأن عمليات أفراده ستتواصل.
ويشير الهجوم الى تأقلم التنظيم مع الوضع في ليبيا واستغلاله للظروف في كل مرة لخدمة نشاطه الارهابي، وبدا ذلك واضحا في تأكيد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد أحمد المسماري، بأن الهجوم الإرهابي على منطقة تازربو، جاء بسبب استغلال داعش بعد المنطقة حيث أنها تبعد 400 كم ، ولا توجد بها قوة عسكرية وإنما فقط كتيبة يوجد بها مكتب لقيادة الجيش وعدد أفراده قليل.
عمليات نوعية
استهدفت العناصر الارهابية منشآت حيوية ومقرات رسمية من شأنها أن توقع خسائر كبيرة وتبث البلبلة في البلاد وتجهض محاولات البناء، وتهدف هذه العمليات النوعية أساسا لمحاولة تحقيق مكاسب للتنظيمات الإرهابية أهمها اجهاض محاولات الاستقرار في البلاد ومحاولة رفع معنويات عناصرها.
في 2 مايو 2018، هجوم إرهابي على مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في منطقة غوط الشعال غرب العاصمة طرابلس.حيث أطلق مسلحان النار على الحرس وموظفي مفوضية الانتخابات إلى أن وصلت التعزيزات الأمنية وقامت بمحاصرة المهاجمين الذين فجرا نفسيهما.واشتعلت النيران بمبنى المفوضية اثر الانفجارين والتهمت جزءًا كبيرًا من المبنى.
وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، وذلك ببيان نشر عبر وكالة أعماق الإخبارية جاء فيه: "انطلق الانغماسيان أبو أيوب وأبو توفيق...نحو مقر المفوضية العليا للانتخابات الشركية الليبية في طرابلس حيث اشتبكا مع عناصر حمايتها قبل أن ييسر الله لهما الدخول إليها".ووفقا للبيان، فقد أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 15 من عناصر حماية المفوضية والعاملين فيها.
ووقع الهجوم على مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في وسط طرابلس، في ظل تحضيرات كانت تجريها حكومة الوفاق الوطني الليبية والمفوضية بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة لانتخابات رئاسية وبرلمانية يُؤمل إجراؤها قبل نهاية العام الجاري، بحسب خطة طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
في 10 سبتمبر 2018، شنت مجموعة إرهابية هجومًا على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طريق السكة في قلب العاصمة طرابلس، وأسفر الهجوم الذي تبناه تنظيم "داعش" الإرهابي، عن مقتل اثنين من موظفي المؤسسة وإصابة 10 آخرين نقلوا جميعًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وجاء الهجوم كمحاولة لضرب محاولات إنعاش الاقتصاد الليبي، وهو ما أكده بيان التنظيم الإرهابي، الذي نشره موقع "سايت" الأمريكي، المتخصص في رصد وتعقب شبكات الارهابيين على الانترنت ، حيث وصف المؤسسة الوطنية للنفط بأنها "أهم مفصل اقتصادي يثبت عروش الطواغيت وأجنادهم ويمدهم بأموال طائلة تستعمل في حرب المجاهدين.
وجاء في البيان أنه "استمرارا في استهداف المصالح الاقتصادية لحكومات الطواغيت الموالية للصليبيين في ليبيا، انطلق ثلاثة انغماسيين من جنود الخلافة نحو المؤسسة الوطنية للنفط فاشتبكوا مع حراسها موقعين ما يزيد على 37 مرتدا بين قتيل وجريح".وتابع البيان أن عناصره "أحرقوا مبنى المؤسسة وأتلفوا محتوياته"، مؤكد أن "حقول النفط الداعمة للصليبيين ومشاريعهم في ليبيا هي هدف مشروع للمجاهدين.
وتمثل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش"، خطرا يهدد تعافي قطاع النفط في ليبيا الذي تساهم إيراداته في تمويل أكثر من 95 بالمئة من خزانة الدولة، وقد ساهم تعثر القطاع النفطي، نتيجة تجدد الصراعات المسلحة، فى تردى الأوضاع الاقتصادية ما جعل المواطن الليبي في دائرة معاناة مستمرة.
انتشار هنا وهناك
بالرغم من الخسائر التي منيت بها في عدة مناطق، فإن التنظيمات الارهابية تواصل انتشارها في عدة مناطق.ففي عدة مدن ليبية، تنتشر الخلايا النائمة التي تصاعدت التحذيرات من خطرها منذ سقوط معقل "داعش" في سرت.ففي العاصمة الليبية طرابلس، تعددت عمليات القبض على عناصر ارهابية لعل أبرزها إعلان قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، في مارس 2018، تفكيك خلية من خمسة عناصر كانت تخطط لاستهداف بعض المقار الأمنية والمؤسسات الحكومية وذلك بعد تجهيز سيارات مفخخة وانتحارين.
وفي شرق البلاد، يكافح الجيش الوطني الليبي فلول الجماعات الإرهابية التي مازالت تشكل خطرا كبيرا سواء في بعض المدن، ففي بنغازي، التي نجح الجيش الليبي في تحريرها مازالت المخاطر الأمنية تحدق بها مع تحرك الخلايا النائمة وتنفيذها لعمليات بقصد تقويض الأمن وبث الفوضى لإعادة الانتشار في المدينة من جديد.
وفي مدينة درنة، تقود القوات المسلحة الليبية عمليات أمنية ضد فلول الجماعات المتطرفة في آخر جيوبها في المدينة قصد تطهيرها بشكل كامل.وشهدت الأشهر الأخيرة من العام 2018، سقوط العديد من قيادات وعناصر الجماعات التكفيرية التي شكلت خلال السنوات الماضية تهديدا كبيرا من خلال أنشطتها الإرهابية التي طالت ليبيا وجوارها.
من جانبها، مازالت مدينة سرت بعد هزيمة تنظيم "داعش"، في نهاية عام 2016، على يد "البنيان المرصوص"، التابعة لحكومة الوفاق الليبية، تعيش على وقع التحذيرات من محاولات التنظيم مهاجمة المدينة من جديد.حيث أعلن التنظيم في أكثر من مرة عبر مقاطع مصوّرة عن تواجده مجددا في المنطقة المحيطة بمدينة سرت التي تمتد لمساحات شاسعة.
ورصدت جهات أمنية في الغرب الليبي، في أكثر من مناسبة تحركات لعناصر من تنظيم "داعش" على أطراف مدينة سرت الساحلية، الواقعة في وسط الساحل الليبي بين العاصمة وبنغازي. وأثار ذلك مخاوف من أن التنظيم المتطرف يسعى لإعادة التمركز ثانية في المدينة التي تم تحريرها قبل قرابة عامين، مستغلاً حال الاقتتال بين الميليشيات المسلحة في طرابلس.
أما مدن الجنوب الليبي، فتبدوا أكثر المناطق عرضة لخطر انتشار التنظيمات الإرهابية، وخاصة في ظل الحديث عن تأسيس تنظيم داعش "لجيش الصحراء"، بعد أن استطاع السيطرة على مساحات واسعة من الصحراء الليبية، وتمكن من إعادة الانتشار في بعض المدن والقرى، بالتزامن مع انسحاب عناصره من العراق وسوريا، والتي أجمعت آراء الخبراء الأمنيين والتقارير أنها في طريقها للتجمع في جنوب ليبيا.
وفي فبراير 2018، قال رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، في تصريح صحافي، إن هذا الكيان الإرهابي تمّ تأسيسه بعد تحرير مدينة سرت، ويضم 3 كتائب بقيادة الليبي المهدي سالم دنقو، والملقب بـ"أبوالبركات".فيما أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، في مارس الماضي، "عودة هذا التنظيم إلى النشاط مجددا داخل بعض المناطق الصحراوية في الجنوب الليبي وجنوب سرت"، مؤكدا أنه "يتلقى دعما من بعض القوى المجهولة تتمثل خاصة في الوقود والسلاح والغذاء".
وأصبح داعش يشكل خطرًا كبيرًا على الجنوب الليبي، لأنه يطمع في السيطرة عليه وتأسيس قاعدة له في تلك المنطقة.ويشير مراقبون إلى أن التنظيم الإرهابي يستطيع أن يشن هجمات متكررة على دول الشمال الأفريقي، من الجنوب الليبي لهذا فهو يستميت على تلك المنطقة، فضلًا عن رغبة داعش في تأسيس شبكة كبيرة لتهريب السلاح والاتجار بالبشر.
من جهته، يستفيد تنظيم "القاعدة"، بحسب تقارير غربية، من ظاهرة تجارة البشر، عبر مشاركته فيها أو الاستفادة من وصول مقاتلين إليها عبر قوافل المهاجرين القادمين من دول أفريقية كالنيجر تحديداً، حيث لا تزال حركة تحرير أزواد، المقربة من القاعدة، موجودة هناك، ويمكنها أن تزود التنظيم بمقاتلين جدد.
عمليات عسكرية
جرى التصدي للخطر الارهابي في ليبيا، حيث أعلنت حكومة الوفاق الوطني في نيسان/ أبريل عام 2018 بدء عملية عسكرية جديدة تحمل اسم "عاصفة الوطن" تهدف إلى القضاء النهائي على البؤر الإرهابية كافة، وأنها ستنفذ العملية في منطقة تبعد 60 كيلومتراً شرق مدينة مصراتة وحتى مشارف خمس مدن أخرى، هي بني وليد وترهونة ومسلاتة والخمس وزليتن.
من جهته أعلن الجيش الوطني الليبي في 2018 شن حملة أمنية على مدينة درنة التي يوجد فيها خلايا تابعة للقاعدة ضمن ما يسمى "مجلس شورى مجاهدي درنة".وتمكنت القوات الليبية من تحرير المدينة في ضربة وصفت بأنها موجعة للتنظيمات الارهابية في البلاد حيث مثلت المدينة مركزا رئيسيا لتجمع العناصر الإرهابية وشن هجمات في المدن الليبية.
كما نجح الجيش الليبي في تحقيق نجاحات أمنية متعددة، ومثل القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي، أحد أخطر قيادات الجماعات الإرهابية في مصر، في 08 أكتوبر 2018، خلال عملية أمنية في مدينة درنة، ضربة قوية للإرهاب العابر للحدود، وخصوصًا أن الرجل يمثل كنزا كبيرا من المعلومات كونه الصندوق الأسود للتنظيمات والجماعات المتطرفة فى ليبيا.
من جهة أخرى، تواصلت الغارات الجوية الغربية ضد العناصر الارهابية في ليبيا، ففي مارس 2018، قضت غارة جوية أمريكية على أحد مواقع التنظيم بمدينة أوباري جنوب ليبيا، على إرهابيين اثنين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، أحدهما يدعى "موسى أبو داوود"، جزائري الجنسية، وهو قيادي بارز في التنظيم.
وفي 14 يونيو 2018، قال الجيش الأميركي في بيان إن القوات الأميركية، وجهت ضربة جوية إلى جماعة تابعة لتنظيم القاعدة جنوب شرقي بني وليد مما أسفر عن مقتل مسلح لم تحدد هويته. وأفاد بيان للقيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (افريكوم) أن الغارة "التي شنت على بعد نحو 80 كلم جنوب شرق مدينة بني وليد بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، هدفت إلى ضعضعة عمليات المتطرفين ومنعهم من التحرك".
وفي 28 أغسطس/آب 2018، نفذت غارة أميركية على بني وليد، شمال غربي ليبيا، استهدفت أحد قيادات التنظيم، ويدعى وليد بوحريبة الورفلي. وقالت تقارير إعلامية إن الغارة استهدفت بصاروخ السيارة الحريبة التي كان على متنها في طريقه إلى أحد البيوت التي يتخفى فيها بالحي. ويعتبر وليد بوحريبة، وهو من سكان منطقة الجيزة بسرت، من أبرز القادة الليبيين لتنظيم "داعش" بالمدينة.
وفي 29 نوفمبر 2018، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" شنّ طائراتها، غارة جوية قالت إنها أسفرت عن مقتل 11 إرهابيا قرب منطقة العوينات.وأوضحت أفريكوم في بيان رسمي لها أن الضربة "الدقيقة" شنتها قواتها بالتنسيق مع الحكومة المقترحة، واستهدفت عناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ودمرت ثلاث سيارات دون تضرر أي مدني.
ورغم الخسائر الكبيرة التي منيت بها التنظيمات الإرهابية في ليبيا، فإنها مازالت تحافظ على وجودها مع تواصل حالة الفوضى في البلاد.ويحذّر المختصون في مكافحة الإرهاب من أن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" لا زالا يشكليْن تهديداتٍ هائلةً في ليبيا وهو ما يدفع نحو استمرار العمليات العسكرية في هذا البلد الممزق بالأزمات.
استطاعت التنظيمات الارهابية التوغل في المشهد الليبي طيلة السنوات الماضية مستغلة في ذلك تردي الوضع الأمني والفوضى المتفشية وانتشار الأسلحة التي كرسها الانقسام الحاصل بين مختلف الأطراف الليبية والذي جعل البلاد مرتعا خصبا لنمو هذه الجماعات ومركز استقطاب للعناصر الارهابية من كل حدب وصوب.ورغم تراجع المد الارهابي في ليبيا وانهيار أغلب أذرعه، فإن حالة الانقسام السياسي والأمني المتواصلة تمنع توحيد الجهود لاجتثاث هذا الخطر نهائيا ما يجعل إمكان عودته بقوة إلى ساحة الصراع مفتوحاً.