عندما اختطف الدكتور أحمد*، وهو جراح في مركز سبها الطبي، في نوفمبر / تشرين الثاني من قبل مجموعة مجهولة، قرر زملاؤه التحرك.

 

وكان الدكتور أحمد ثاني عامل صحي يتم اختطافه خلال أشهر في بلدة تحتضن 100 ألف نسمة. وفي 18 تشرين الثاني / نوفمبر، أوقفت جميع الخدمات الصحية غير الضرورية في مركز سبها الطبي، أكبر مستشفى في جنوب ليبيا، لمدة 10 أيام.

وقال الدكتور أيمن* : "لقد قررنا خوض إضراب بعد اختطاف الدكتور أحمد لأننا أردنا أن نرسل رسالة إلى سلطات سبها بأن الأطباء في خطر شديد ، وأنه لا يمكن أن تعمل الخدمات الصحية بشكل صحيح ما لم يكن العاملون الصحيون في مأمن".

وقد أدت سنوات النزاع إلى تعطيل الخدمات الصحية في ليبيا بشدة، كما أن الارتفاع الأخير في عمليات اختطاف العاملين الصحيين يهدد النظام الصحي الهش أصلا في البلاد.

ومن بين عمليات الاختطاف الثمانية التي وثقتها منظمة الصحة العالمية في ليبيا منذ عام 2012، وقعت 4 حالات اختطاف في عام 2017 وحده، وهو أعلى عدد من حالات اختطاف العاملين الصحيين المسجلين في سنة واحدة. وفي سبها، كان لعمليات الاختطاف أثر كبير على حصول السكان المحليين على الرعاية الصحية.

وقال أسامة الوافي المتحدث باسم مركز سبها الطبي: "تؤثر عمليات الاختطاف تأثيرا خطيرا على القطاع الصحي حيث يسبب في هجرة أدمغة للعاملين الصحيين نحو مدن أكثر أمانا. وأكثر من عشرة أساتذة في كلية الطب في سبها غادروا بسبب سوء الأمن".

وبحسب الوافي، فقد حاولت جماعة مجهولة ، بعد يومين فقط من اختطاف الدكتور أحمد، اختطاف أخصائي في الطب الباطني، لكن الطبيب تمكن من الفرار.

 "لدينا فقط 10 أطباء متخصصين في المدينة، التي تواجه تدفق الآلاف من المهاجرين. ونحن نحاول قصارى جهدنا لتوفير الخدمات الصحية لكل من يحتاج إليها، والأطباء يقومون بعمل رائع على الرغم من الضغط، ولكني لست متأكدا إلى متى".

وقد زاد الضغط على نظام الصحة في سبها بشكل أكبر بسبب وصول المهاجرين الذين كانوا في طريقهم نحو الساحل الشمالي لليبيا وباتجاه أوروبا عبر البحر المتوسط، وكثير منهم يلتمسون العلاج في المرافق الطبية المحلية. وأطلق سراح الدكتور أحمد، وهو جراح مشهور في سبها أجرى عمليات لسكان محليين ومهاجرين على حد سواء، بعد 12 يوما في الأسر.

يستغرق الأمر سنوات من التعليم والممارسة لتدريب الأطباء، وجنوب ليبيا يفتقر للعاملين الصحيين المؤهلين.

العديد من الأطباء والعاملين في مجال الصحة يترددون في الكلام، ويخافون من أن يكونوا الهدف التالي. وقال طبيب طلب عدم الكشف عن هويته إن العاملين الصحيين في سبها يُستهدَفون أحيانا داخل المرافق الصحية.

"مرارا حصل إطلاق النار داخل قسم الطوارئ. أحيانا تبدأ المعارك خارج المستشفى ثم تستمر داخلها. وفي مايو / أيار، أصيب مريض واحد برصاصة على طاولة العمليات عندما اقتحم مسلحون المستشفى".

مركز سبها الطبي يستأجر حراس الأمن لحماية العاملين الصحيين، ولكن حتى هذا لا يكفي. وطبقا لما ذكره موظفو مركز سبها الطبي، فقد قتل اثنان من حراس الأمن في الشارع في مايو من هذا العام بعد أن غادرا المستشفى مساء.

وفي 1 كانون الثاني / يناير 2018، ستشرع منظمة الصحة العالمية في إطلاق نظامها الخاص بمراقبة الهجمات على الرعاية الصحية، وهو أداة عالمية لجمع البيانات تتيح للمنظمة الإبلاغ عن الأرقام والاتجاهات المتعلقة بالهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية في جميع أنحاء العالم. وهو مشروع ذو أولوية لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية.

 

*تم تغيير الأسماء

**بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة