يواصل العاملون بشركة الورق والطباعة، اضرابهم عن العمل، ويمتنعون عن طباعة الصحف في العاصمة الليبية طرابلس، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على عدم تقاضيهم لرواتبهم طيلة الشهور الثلاثة من العام الجاري 2014 بسبب تعثر مداخيل الشركة العامة التي هي على حافة الإفلاس، ولم تلق اهتماما من الجهات التي تتبعها . فهي تارة تتبع وزارة الثقافة .. وتارة تؤول تبعيتها لوزارة الآعلام .. وتارة تتغير تبعيتها الى اتحاد العمال .. ومرة الى رئاسة الحكومة التي تثقلها بأوامر العمل، دون ان تسدد لها مقابل تلك الأوامر .. ناهيك عن عدم اكتراثها بتكليف الجهات المدينة للشركة بتسديد ما عليها من ديون .. أو استقطاع قيمة الديون من ميزانيات القطاعات المدينة لصالح الشركة التي كانت تحت قيادة المرحوم حسن رحومة الرقيق في العقود الماضية هي الجهة الوحيدة في القطاع العام التي تصرف رواتب العاملين يوم 26 من كل شهر .
لكن الشركة أصبحت في وضع يرثى له منذ نحو العقد من السنين حيث تهالكت معداتها التي تجاوزت عمرها الإفتراضي .. ولم تتمكن الادارة من صيانتها ، ولا من توفير قطع الغيار اللازمة لاستئناف نشاطها . ولهذا حرم سكان العاصمة من صحفهم طيلة أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ولا توجد بارقة أمل في ان يرفع الممحتجون اضرابهم، لعدم قيام الجهات المعنية بحل المشكلة والاستجابة لمطالبهم، الأمر الذي دفع هيأة دعم وتشجيع الصحافة الى تقريرنقل طباعة الصحف التابعة لها للطباعة في بنغازي عن بعد .
على صعيد آخر تواصل لليوم التالي على التوالي اعتصام العاملين بمستشفى الإمراض النفسية بـ ((قرقارش)) حي الأندلس في طرابلس، اضرابهم عن العمل احتجاجا على تدني مرتباتهم، وعدم انتظامها في الصرف، الى جانب مطالبتهم باستئناف تلقيهم لعلاوة التمييز التي كانوا يتقاضونها وأوقف دفعها منذ امد بعيد . وقال متحدث باسم المحتجين لنا انهم سيواصلون اضرابهم عن العمل الى ان يصلوا الى اتفاق مع وزارة الصحة التي لم تكلف أحدا من المسئولين بها للإطلاع على الحالة بالمستشفى الذي يؤوي نحو 170 نزيلا في حالات أمراض نفسية مستعصية على التعامل معها خارجه . وأضاف المتحدث ان العاملين لا يستطيعون مواصلة أعمالهم تحت ضغط مطالب زملائهم المصرين على تسوية أوضاعهم .. وتحسين أجورهم .
ووصف خبير اقتصادي تواصل الاعتصامات والإضرابات في مرافق الدولة الليبية منذ 17 فبراير بأنه يعيق مسار أجهزة الدولة التي تعاني من تدني انتاجية العاملين بها رغم المبالغ الطائلة المقدرة بأكثر من 50 مليار دينار سنويا، تنفق في الباب الأول الخاص بالمرتبات .. كم انه يزيد الإقتصاد الليبي تدهورا منذ بدأ خارجون عن القانون ويتحدثون بما يسمى ((اقليم برقة)) احتلال منابع النفط الليبي وموانئ تصديره منذ يوليو 2013 ولأكثر من ثمانية أشهر، افقدت الخزانة الليبية ــ حسب بيانات رسمية 18 مليار دولار لوقف تصدير النفط ــ ورضخت بعدها حكومة عبد الله الثني لضغوطهم وابرمت اتفاقا معهم في شهر آذار/مارس الماضي لمغادرة الموانئ النفطية، ولكنهم عادوا الى الاعلان اليوم مجددا عن عدم اعترافهم برئيس الحكومة الجديد أحمد عمر معيتيق واصفين تثبيته كرئيس جديد للحكومة بـ ((غير الشرعي)) نظرا لعدم تصويت المؤتمر الوطني العام يوم الأحد الماضي على عمر الحاسي الاستاذ بجامعة بنغازي المؤيد من فيدراليي ((اقليم برقة)) .