على مدار ثلاث ساعات ونصف الساعة ناقشت ورشة الزيتون الأدبية، بالقاهرة، رواية “البارمان” للروائي أشرف العشماوي بحضور لفيف من الكتاب والنقاد والقراء، أدار الندوة الشاعر شعبان يوسف، الذي قدّم العشماوي بوصفه أحد الروائيين المهمّين في مصر بأسلوبه الجديد في الكتابة واصفا إياه بأنه حفر اسمه في الحياة الثقافية بثقة.

أشاد الشاعر شعبان يوسف برواية “البارمان”، مؤكدا أن العشماوي يستخدم أسلوب ديستوفيسكي في الكتابة معتمدا على لغته السلسة السهلة من خلال انتهاج طريقة الراوي العليم فلا يجد القارئ أيّة صعوبة في قراءة رواياته فضلا عن أنها تحمل قدرا هائلا من التشويق فلا تجلب الملل وأضاف أن العشماوي يخطو خطوات واسعة في تنفيذ مشروع أدبي محدد الملامح يحلل من خلاله هموم مجتمعه ويقدمها للقارئ بلغة جميلة وسرد قوي دون افتعال أو تطويل.

أما الكاتبة والناقدة سامية أبو زيد فقد انتقت كثرة عدد شخصيات الرواية لكنها أشادت بقدرة العشماوي على الإمساك بتلابيبها بمهارة واصفة العمل بأنه نجح في تصوير المجتمع المصري بأنه يترنح بنشوة الخمر ويعيش في غفلة وأشارت إلى تأثرها بشخصية أبوعيدة أحد أبطال الرواية مؤكدة على أن تلك الشخصية تستحق رواية كاملة بمفردها وكذلك عالمها الفريد.

من جهته أشاد الكاتب والروائي حسن كمال بمشروع العشماوي الأدبي الذي يتابعه باهتمام واصفا إياه بأنه كاتب مهموم بشؤون وطنه ويريد أن يوجّه رسالة من خلال كل رواية وأشاد كمال ببعض العبارات الحوارية وحرص على قراءة بعض مواقف من الرواية واصفا النص بأنه يحمل إسقاطا سياسيا رائعا على جزء من الوطن وعلاقات لطبقة مهمة وفاعلة فيه.

كما شارك الكاتب عمرو العادلي في الندوة مؤكدا أن البطل الحقيقي في تلك الرواية هو علاقات الشخصيات ببعضها البعض واصفا أبطال الرواية بأنهم يعيشون حفلة تنكرية لا يخلعون فيها الأقنعة وأن العشماوي قد استغل فكرة البار ووظفها جيدا فى روايته.

أما الناقد أسامة ريان فقد أكد على أن رواية “البارمان” تحكي ببراعة حكاية وطن نتخبط فيه.

ويذهب الروائي والناقد محمد إبراهيم طه إلى أن الرواية مغرقة في المحلية المصرية، وأن العشماوي استطاع أن يرصد بدقة طبقة من قمة المجتمع حتى أسفله واصطحبنا معه في جولة مررنا فيها على كل شخصيات الرواية بسلاسة شديدة.

 

*نقلا عن العرب اللندنية