قال الرئيس السوداني عمر البشير في حوار نشرته اليوم صحيفة المصري اليوم المصرية، إن نظامه دعم الثورة الليبية لأن الزعيم الليبي معمر القذافي كان وراء تقسيم السودان، حسب قوله، من خلال إمداد الحركات المسلحة بالسلاح والعتاد، وكذلك لأن النظام السوداني كان يرى في إزاحة القذافي تأميناً للسودان.
 
وأضاف البشير، أن الوضع في ليبيا مقلق وليبيا بلد كبير وواسع وأي صراع داخل ليبيا سيترك فراغات أمنية، لأن الصراع يُضعف السلطة ويؤدي إلى عدم سيطرتها على بعض المواقع، وهذه المواقع هي التي تنشط فيها بعد ذلك الجماعات الإرهابية، وحينما قامت الثورة ضد القذافي نحن تعاونا مع الثوار هناك، لأن السودان أكثر جهة تأذت من القذافي، فكل الدعم والأموال والسلاح الذي كانت تحصل عليه حركات التمرد في السودان، سواء في جنوب السودان ودارفور وكردفان والنيل الأزرق، كانت تأتي من القذافي بنسبة 100% والقذافي كانت لديه ميزانية مفتوحة لدعم كل من يحمل السلاح ضد حكومة الخرطوم.

 وبالتالي التهديد الحقيقي والحرب الطويلة التي أدت إلى انفصال الجنوب والتوتر في دارفور ومحاولات تقسيم السودان كان وراءها القذافي، لذلك نحن تعاونا مع الثوار في ليبيا ولكن الثوار في ليبيا لم تكن لهم قيادة موحدة، فكل مجموعة تحركت في منطقتها، فهناك مجموعات لا تجمع بينها قيادة موحدة تحركت في مصراتة والزنتان والجبل الغربي والكفرة وسبها وباقي المدن الليبية، ولكننا تواصلنا مع كل هذه المجموعات وقدمنها لهم جميعاً الدعم، لأننا وجدنا في إزاحة نظام القذافي تأمينًا للسودان، وبالتالي أصبح لدينا علاقات مع كل مكونات الثوار في ليبيا، وأريد أن أوضح أن التغيير الذي حدث في ليبيا يختلف عن التغيير الذي حدث في مصر وتونس واليمن، لأن التغيير في هذه الدول حدث بالمظاهرات السلمية، ولكن في ليبيا التغيير حدث بالقوة وهذه الجماعات بعد سقوط القذافي لديها قناعة أنها هي التي غيّرت القذافي، وهي التي قاتلت، وهي التي لها الحق أن تحكم ليبيا.

 وأضاف، نحن كان جهدنا أنه يجب دمج هذه المجموعات الثورية ودمجها في أجهزة الدولة، لأن بقاءها بهذا الشكل قد يشكل تهديدًا للأمن، لأن هذه المجموعات غير تابعة لقيادة موحدة واجتهدنا مع الإخوة في ليبيا من أجل تأسيس جيش ليبي وطني، ولذلك فتحنا الكليات العسكرية للإخوة الليبيين وجاءت أعداد كبيرة إلينا من خلال الحكومة الليبية والآن يوجد المئات منهم، إضافة إلى الجيش الوطني الليبي، وكان هناك حظر سلاح على ليبيا، فتكفلنا بتوفير كل الاحتياجات لهم من طائرات وأسلحة وذخائر وعملنا اتفاقيات مشتركة مع الثني، رئيس الوزراء الليبي الحالي، وكان وقتها وزيراً للدفاع وأسسنا قوات مشتركة.

ويمكننا تقسيم الثوار في ليبيا إلى ثلاث مجموعات: أولها مجموعة فجر ليبيا، وهم من الثوار الذين أطاحوا بالقذافي، وثانيهما مجموعة طبرق، وكانوا ضد القذافي، ولكن الخطورة الآن في المجموعة الثالثة وهي داعش وأنصار الشريعة والمجموعات المتطرفة الذين ظهروا لأن الصراع بين هاتين المجموعتين أدى إلى حدوث الفراغ الأمني في ليبيا، ولذلك قرارنا وموقفنا الأصيل هو اللجوء إلى الحل السلمى في ليبيا وعدم اللجوء إلى السلاح، لأن هذه المجموعات مسلحة ووراءها قبائل وأنصار، والقتال في ليبيا لن يحسم بالقتال واستمرار النزاع المسلح في ليبيا سيُعقد الأمور، لأن البيئة الليبية في هذه الحالة ستكون صالحة لتفريخ جماعات متطرفة.