وجه الرئيس السوداني عمر البشير انتقادات عنيفة لقرار وزارة التعليم القاضي بوقف جلد التلاميذ في المدارس ، كاشفا عن تعرضه لـ 60 جلدة من أحد المعلمين عندما كان طالبا ولم يؤثر ذلك عليه.
وقال خلال مخاطبته احتفالا بافتتاح احدى المجمعات الطبية الخاصة بالمعلمين بالخرطوم أمس الاربعاء، ان رفع عقوبة الجلد عن التلاميذ ستؤدي الى عدم طاعتهم للأوامر من قبل معلميهم: الواحد يخلف رجلو ويختا في الدرج ويرفض يسمع الكلام” . “. واضاف أنه شخصيا تعرض للجلد 60 جلدة خلال المدرسة الأولية في المنطقة التي نشأ بها ولم يحقد على معلمه قائلا : ” الواحد لو خلاها يقولوا خاف واحسن ما يخلوها”. مشيرا الى ان العملية التربوية فيها الجزاء والعقاب، وان الدعوات بإلغاء عقوبة الجلد هي تقليد للغرب ” إذ قال : لايمكن ان نكون مثل القرود نقلد في الغرب.””.
وكانت وزارة التربية والتعليم السودانية قد أصدرت قرارا في العام 2010 يقضي بإيقاف عقوبة الجلد في المدارس واللجوء الى بديل مناسب لمعاقبة التلاميذ، ووجهت توجيهات صارمة لكل المعلمين بالتقيد بالقرار بعد تعرض كثرة الشكاوى من التلاميذ وأولياء الامور على حد سواء بتعرض أبناءهم لمشكلات جسدية ونفسية من شدة الجلد..
وتوقعت مصادر في وزارة التعليم ان تتراجع الوزارة عن قرارها بعد انتقادات الرئيس لها باعتباره غير راضٍ عنها. وسبق للرئيس البشير ان وجه انتقادات علنية وعنيفة لوزارة العدل في العام 2010 التي شكلت لجنة للتحقيق في واقعة جلد سيدة سودانية في احدى المحاكم التي تم نشر فيديو الجلد لها على نطاق واسع مما أثار ردود أفعال واسعة ، وأدت تصريحاته لتراجع وزارة العدل عن قرارها فورا.