شارك أكثر من مائة عضو من منظمات المجتمع المدني والمنظمة العربية للإدارات الانتخابية في المؤتمر الإقليمي لتعزيز المشاركة الانتخابية للمرأة نظمته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بعنوان يومي الأحد والإثنين في طرابلس، بمشاركة وزيرة الدولة لشؤون المرأة، د. حورية الطرمال، ونائبات من مجلس النواب، وأعضاء من الاتحاد النسائي الليبي وصندوق دعم الإعلاميين.
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها أن المؤتمر يدخل في إطار الدعمِ المتواصل الذي تقدمه للمفوضية كلٌّ من بعثةِ الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وبرنامجِ الأمم المتحدة الإنمائي وهيئةِ الأمم المتحدة للمرأة.
وركزت النقاشات في المؤتمر على النهوض بمستوى مشاركة المرأة في الانتخابات عبر تنفيذ برامجَ توعيةٍ ناجعة كتلك البرامج التي تسعى إلى الرفع من مستوى مشاركة المرأة في الانتخابات سواء كناخبات أو كمترشحات، والدعوةِ لإصدار قوانين انتخابية ملائمة وتراعي المرأة، بالإضافة إلى طرحِ تجاربَ من شتى بلدان المنطقة للاستفادة منها.
واعتبر رئيس المفوضية عماد السايح بأن "دور المرأة العربية لطالما شكل حجر الزاوية في المجتمع"، مضيفاً بأنه "على الرغم من تجربة الحديثة نسبيّاً لليبيا في الانتخابات، إلا أننا نطمح لإجراء انتخابات شاملة، والمفوضية سوف تشكل جسراً لتمكين المرأة الليبية من المشاركة فيها".
واستعرضتْ عضوُ مجلس المفوضية، رباب حلب، النتائجَ الأولية التي خلُصت إليها منصة رصد وسائل التواصل الاجتماعي eMonitor+ التي وفرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي تعمل على رصد أعمال العنف الممارس عبر شبكة الانترنت ضد النساء في سياق الانتخابات.
وشددت حلب على وجود احتمالٍ كبير لتعرضِ المترشحات في ليبيا للعنف النفسي، محذرةً من إمكانية تحول هذا العنف إلى تهديد لحياتهن في بعض الأحيان. وأضافت بأن المفوضية تستخدم الآن البيانات لإعداد خطط تستند إلى أدلة ملموسة بهدف التصدي لأعمال العنف الممارس عبر شبكة الانترنت بحق النساء أثناء الانتخابات.
وبعد عرض لأحدث تحليل نفذته هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ليبيا، أوضحت غادة كنو، المسؤولة في برنامج المرأة والسلام والأمن والمساعدة الإنسانية التابع للهيئة، أن أكثر الإساءات بحق المرأة الليبية مصدرُها موقعُ فيسبوك، متبوعاً ب "كلوب هاوس". وبعد تحليل 91,978 تعليقاً ورد على صفحات سياسية بارزة على الفيسبوك، أظهرت النتائج أن نسبة 76.5 بالمائة من هذه التعليقات تنطوي على كراهية النساء، فيما تحمِلُ 63 بالمائة منها إهانات للمرأة.
وبينتْ مديرةُ هيئة الأمم المتحدة للمرأة في ليبيا، إيزادورا مورا، بأن "منصات التواصل الاجتماعي لا تزال لا تتقن اللغة العربية ومعانيها المبطنةَ ومفرداتِها المستجدة. ما يجعلُ النساءَ اللواتي يستخدمن هذه المنصات عرضة للهجمات، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي لم يتطور على النحو الكافي لفهم السياق اللغوي، والرموزِ التعبيرية، واستعمالِ الفكاهة كوسيلة للتنمر والازدراء. وعلينا أن نقدم المزيد من الحماية للنساء المنخرطات في العمل السياسي في ليبيا."
وسلط الحضورُ من ممثلات وممثلي مختلِفِ منظمات المجتمع المدني الإقليمية الضوءَ على القواسم المشتركة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالحاجة الملحة لوضع قوانين انتخابية مراعية للمرأة، وتحديثِ التشريعات المعنية بالتصدي لظاهرة التمييز على أساس النوع الاجتماعي التي لا تزال متفشية في المنطقة.
وحسب الاتحاد البرلماني العربي، فازت النساء بمعدل 26 بالمائة من المقاعد في 47 دولة جرت فيها انتخابات برلمانية في العام 2022. وتنخفض هذه النسبة إلى 16 بالمائة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتُعدُّ الأدنى بين كل مناطق العالم.
وفي ختام أعمال المؤتمر، أشار الممثل القُطْري لبرنامجِ الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، مارك اندريه فرانش، بأنه، ولأول مرة في التاريخ، لم يعد هنالك أي برلمان في العالم - بما في ذلك ليبيا - أعضاؤه من الرجال حصراً.
وأضاف فرانش قائلاً، "نحيي العملَ الذي قامت به المفوضية ومبادرةَ رصد وسائل التواصل الاجتماعي. فالعملية الانتخابية تبدأ في الواقع قبل يوم الاقتراع بمدة طويلة. وهي تشمل المناقشاتِ وطرحَ الأفكار، وتشكيلَ الفرق والدعوة للعمل، وممارسةَ حقوقنا والاضطلاعَ بمسؤولياتنا للمشاركة في رسم ملامح المجتمع الذي نتوق للعيش فيه."