عرضت وزارة الدفاع الأمريكية على البيت الأبيض أكثر الخطط تفصيلا حتى الآن بشأن الخيارات العسكرية لمواجهة داعش المتنامي خطره في ليبيا، بما في ذلك مجموعة من الضربات الجوية المحتملة ضد معسكرات تدريب ومراكز قيادة، ومستودعات ذخيرة وأهداف أخرى للمتطرفين.

وتستهدف الضربات الجوية ما بين 30 إلى 40 هدفا في أربع مناطق من ليبيا ، بغية شل أخطر فرع لتنظيم داعش خارج العراق وسوريا، وفتح الطريق أمام الميليشيات الليبية المدعومة من الغرب لمحاربة مقاتلي التنظيم على الأرض. وتقوم قوات التحالف بضربات جوية إضافية لدعم الميليشيات على الأرض. وقد كشف هذا الخيار العسكري خمسةُ مسؤولين أمريكيين تم إطلاعهم على الخطط وتحدثوا عنها بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرا لطبيعتها السرية.

وقد أوجز وزير الدفاع آشتون كارتر هذا الخيار لكبار مستشاري الرئيس أوباما للأمن القومي في اجتماع بتاريخ 22 فبراير الماضي. ولكن مسؤولين أميركيين كبار، قالوا إنه لا يُنظر إلى الخطة بإمعان، على الأقل حتى الآن، لأن  إدارة أوباما تضغط قدما في اتجاه نجاح  مبادرة دبلوماسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل المتنافسة داخل ليبيا.

ومع ذلك، تستعد الولايات المتحدة العسكرية لتنفيذ ضربات جوية محدودة إذا أمرت ضد الإرهابيين في ليبيا الذين هددوا الأميركيين أو المصالح الأميركية، على غرار ماقامت به ضد معسكر تدريب  لداعش في غرب ليبيا الشهر الماضي.
يذكر أن أوباما قال في 25 فبراير، بعد عقد مجلس الأمن القومي لمناقشة مكافحة تنظيم داعش،: "سوف نستمر في استخدام مجموعة كاملة من الأدوات للقضاء على تهديدات داعش أينما كانوا".

ولكن الخيار الواسع للضربات الجوية والذي أعدته قيادة أفريقيا في وزارة الدفاع وقيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية للغاية تُجلي الاختلافات في وجهات النظر وفي الأهداف قصيرة الأجل داخل الإدارة. وقد فاجأ نطاق الخطة العسكرية بعض كبار المسؤولين في الإدارة، فيما صدرت تحذيرات من بعض مسؤولي وزارة الخارجية من أن هذه الغارات الجوية، إن لم تكن منسقة بشكل صحيح، يمكن أن تعرض للخطر الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية من الجهات الفاعلة السياسية المنقسمة في ليبيا.

التخطيط العسكري المفصل لا يوسع الخيارات المتاحة للسيد أوباما في الأشهر المقبلة، بينما يحاول مع مستشاريه ، جنبا إلى جنب مع حلفائه في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، إدارة عملية توازن صعبة : تعزيز العملية السياسية الهشة بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا ولكن دون الانتظار طويلا حتى تنمو داعش بشكل كبير يُصَعِّب هزمه عن طريق عمل عسكري محدود ومقبول سياسيا.

الجنرال جوزيف دانفورد ، رئيس هيئة الأركان المشتركة، لخص اتجاه التفكير الحالي حول متاهة الأولويات وإمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية في المستقبل، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: "عندما تكون هناك فرصة للقيام بعمليات ضد داعش، دون تعطيل العملية السياسية ، لا مشكلة. وفي مرحلة ما في المستقبل، إذا اعتقدت أننا في خطر مع هذه الاستراتيجية، سوف أعود بالتأكيد إلى الوزير لتقديم بعض التوصيات المختلفة."

ويأتي الإعلان عن خطة البنتاغون المنقحة وسط تقارير متزايدة تشير إلى أن القوات الخاصة التابعة لبريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا قد تكون على الأرض في ليبيا منذ أشهر. وقد تم إجراء عمليات استطلاع وجمع معلومات استخبارية، وربما تقديم المشورة الميليشيات الليبية التي تعتبر شريكا جيدا لمحاربة داعش في معاقله مثل سرت حيث يسيطر التنظيم الإرهابي على أراض بطول 150 ميلا من السواحل.