اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" مبنى "البيت الأبيض" الواقع في عاصمة جنوب السودان، جوبا، بمثابة رمز أسود لماض مؤلم.

ولفتت - في تقرير على موقعها الإلكتروني أمس الأحد - إلى أن المبنى المعروف أيضا بـ "بيت الأشباح" شهد في الماضي عمليات اعتقال غير قانونية لمفكرين ونشطاء من جنوب السودان على أيدي السلطات في الخرطوم قبل انفصال الجنوب، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

ونقلت عن ناشط حقوقي يدعى إدموند يكني، القول "من يدخل هذا البيت لا يخرج منه"، مقدرا اختفاء نحو 79 شخصا بداخله على مدى ثلاثة عقود قبل الانفصال، فيما يشير تقرير صادر عن "هيومان رايتس ووتش" إلى مئات المفقودين من نشطاء الجنوب في هذا البيت.

ورأت الصحيفة أن تلك الانتهاكات بين غيرها لحقوق الإنسان والحقوق المدنية أسهمت بنصيب وافر في دفع الجنوبيين إلى التصويت لصالح الانفصال عن الخرطوم في يوليو 2011 بعد حربين استمرتا زهاء 50 عاما.

وكانت الآمال منعقدة على أن يشهد البلد الوليد بداية جديدة على الصعيد الحقوقي عندما أمسك سالفا كير، المناصر للسلام والمنتمي لقبيلة الدنكا، مقاليد حكمه.

لكن لم تكد تمضي أربعة أعوام، حتى بدا أن الأوضاع في جنوب السودان تسير بخطى سريعة على طريق الاستبداد، بحسب كثير من المراقبين والنشطاء الذين يقولون إن بيوت الأشباح فتحت أبوابها من جديد كمراكز اعتقال، وسط حالات اختفاء قسري للنشطاء وحملات قمعية على الصحفيين وقتل للمدنيين.

يحدث ذلك وسط حرب أهلية طاحنة اشتعلت في 2013 بين أنصار سالفا كير من جهة ونائبه السابق رياك ماشار، المنتمي لقبيلة النوير، من جهة أخرى .. هذه الحرب التي شهدت سقوط أكثر من 50 ألفا وتشرد أكثر من مليونين، في تطور مأساوي لأحدث دولة أفريقية.

وتفيد تقارير عن هيومان رايتس ووتش، باعتقال العشرات من المواطنين -بعضهم لعدة أشهر في جنوب السودان- دونما محاكمة على مدار العام المنصرم.

وتحمل تقارير الأمم المتحدة المسؤولية على جانبي الصراع فيما يتعلق بتزايد الانتهاكات الحقوقية في جنوب السودان إلى مستويات غير مسبوقة من الوحشية.