سلط السياسي المستقل سليمان محمد البيوضي، الضوء على إحاطة المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الأمن حول ليبيا.

وقال البيوضي في ورقة تحليلية خص بوابة أفريقيا بنسخة منها، "لقد مثلت إحاطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور غسان سلامة، رسالة تحذيرية شاملة للوعي الوطني، ففي الوقت الذي عبرت فيه عن هواجس المواطنين وتطلعاتهم بشكل عاطفي، إلا أنها حملت في طياتها ما يدعو للقلق، في آلية تعامل البعثة الأممية للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي مع أزمتنا الليبية، بل إن منهجية المغالبة هي سيدة الموقف، ففي الوقت الذي حذر فيه من الإرهاب المهزوم و هجرته العكسية لليبيا ، فإنه حذر من استمرار وضعية السجون في ليبيا ، و قد اعتبر أن بعضها قد تحوَّل إلى حاضنة للفكر المتطرف و الجماعات الإرهابية ، فهل الدكتور غسان و من خلفه المجتمع الدولي (( يسعون لإطلاق سراح وحوش مجروحة في شوارع ليبيا ، ليجد اللحم النتن العائد من هجرته الإرهابية ، حاضنة تأويه و تقدم له الخدمات اللوجستية لشن غزواته )) هذا ما يجب أن يفسره الدكتور غسان بشكل واضح، وللأسف أيضا فإنه في الوقت الذي يحشد فيه الدكتور غسان سلامة الدعم الدولي لمؤتمر باليرمو لتبني تصورات للحل في ليبيا بعيدا عن الإرادة الوطنية ، فإنه يحاول إقناعنا أيضا بدعم مخرجات المؤتمر الجامع، هذا الجسم الهلامي الذي وُضِع له إطار مسبق في 80 صفحة هي خلاصة ما أرادت منظمة (( HD )) و من خلفها قوله ، تلك المعروفة بدعمها و وساطتها للقوى الإسلاماوية الرديكالية".

وتابع البيوضي، "بل إن الدكتور حاول إقناعنا بأن الترتيبات الأمنية الأحادية في طرابلس ، هي الحل السحري لليبيا ، فإنه يتجاهل تجرية ليبية حقيقة لفرض الأمن والاستقرار وبناء القوات الأمنية والشرطية و العسكرية، تلك التي عُمِّدَتْ بالدماء الزكية الطاهرة ، تجربة المؤسسة العسكرية الليبية و التي دعا للمساهمة في مسارها على المدى المتوسط !!!!!!؟ (( فهل يعول الدكتور على وأدها بتقطيع الوقت في ليبيا ))،  إن الدكتور غسان الذي يحاول إقناعنا بأن الإصلاحات الاقتصادية نجحت في ليبيا، يسعى لقتلنا فقرا عندما يقوم برفع الدعم عن السلع والمحروقات، لنتضور جوعا و نموت على أرصفة الطرقات، ونحن ننتظر الفتات من سلطة الأمر الواقع، وأمير المصرف المركزي وعصبته المافيوزية و لإسلاماوية المتحكمة برقابنا، إن إحاطة الدكتور غسان سلامة لم ترقى لطموحات أبناء الأمة الليبية، بل هي بمثابة إعلان خارطة طريق من الحاكم المدني لليبيا، سيجد من الحذاق الليبيين من يؤمن بها و ينفذها له، ليمرر أجندته وأجندة المجتمع الدولي من خلفه، نعم إن مجلس النواب جسم ميت، وقتله عقيله ورهطه، ولكنه سيبقى جسما شرعيا منتخبا، وعليه أن يكون أكثر جرأة وشجاعة، ويتخلى عن تحجره الفكري، ويتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقريبا سيبدأ السراج ورهطه تنفيذ أجندة الحاكم المدني، وبعد سنة أو سنتين لن تكون هناك ليبيا، بل بقايا بلد محطم، يحرس منشآته الحيوية في العاصمة، ومناطق المنبع في أقصى الجنوب الليبي، من قبل مجموعات أجنبية، يحشد الدكتور غسان سلامة لها كمجموعات لتدريب القوى الأمنية، لنكتشف في الوقت الضائع أنها جاءت كقوات لحفظ السلام في الوقت الضائع".