قال السياسي المستقل سليمان محمد البيوضي، إن البيان الصادر اليوم عن المجلس العسكري مصراتة، يعبر بوضوح عن حجم الانشقاقات والتدافع، وطبيعة التداخل في الصراع على الغنيمة في العاصمة من جهة، ولأي مدى تتفق كل الأطراف على إقحام مصراتة في الصراع من الجهة الأخرى، وما بينهما دفع لشبابها للاحتراب.
وقال البيوضي، في ورقة تحليلية خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منها- "ما حدث اليوم وكأنما هو تطوير لعمليات 2014 ، لقد اختفت قوى سياسية لتدخل أخرى كواجهة للأحداث، وهو محاولة توظيف مباشر وعلني لما سُمِّي مصالحات، ويومها قلنا أنه إعداد علني لعشية قسورة، أكتب لكم وكلي ثقة بأن انخراط مصراتة ككتلة في صدامات موقعية في أي بقعة من ليبيا، بات من الماضي وأنها لن تشهد اصطفافا مكتمل الأركان إلا إذا ما فرضت عليها معركة على أسوار المدينة، أو في معركة وطنية لمواجهة الإرهاب، أما غير ذلك فهو نوع من الجنون والعبث".
وتابع البيوضي، "إن كل القوى المتحكمة بالمشهد السياسي في مصراتة والتي كانت جزءا من الاندفاعات العنيفة، لن يكون بإمكانها فرض أي وضع "سلما أم حربا" على المجتمع المحلي أو قواه العسكرية، لأنها وباختصار فقدت زخمها الشعبوي، ففي الوقت الذي يتطلع فيه الجميع لوضع آمن في طرابلس خالي من شكله المليشياوية المتحكم بالسلطة المركزية، فإنه لا يمكن لي أحد أن يعيد تجربة قاسية، غير محسوبة النتائج، إن هذا البيان كان سيلقى صداه الإيجابي إذا ذهب لفرض الأمن في المدينة وتفعيل أجهزتها وملاحقة العابثين، وتتبع وملاحقة المتورطين في قضايا الإرهاب والفساد، من دون شك هذا البيان إن حصل فهو بيان متأخر ومتأخر جدا، عن كل ما حذر منه المدير السابق لمديرية الأمن العميد طارق الفقيه، و لكنه قد يسهم في تهدئة الوضع و توفير استقرار وأمن في المدينة، أما الحرب في طرابلس فهي رهينة تحولات من نوع آخر، و لن يتم التدافع نحوها وإن صدرت آلاف البيانات المتلاحقة، فلا يمكن لعاقل أن يندفع ليصبح من مجاميع اقتفاء الأثر و يقدموا خدمة مجانية لبقايا التطرّف والعبث، وفي كل الأحوال يجب أن أعبر عن تعاطفي، مع أهالي الضحايا من كل الأطراف، لا سيما المدنيين العزل الذين استهدفوا في أماكنهم دون حق، و أدعوا الله أن يزيل هذه الغمة و يعم السلام والأمن في طرابلس وكل ربوع ليبيا".