أكد ميشال غلاي الخبير الاستراتيجي الفرنسي أن التدخل العسكري في ليبيا بات وشيكا نظرا إلى تدهور الأوضاع وانفلات الأمن بسبب تصاعد نفوذ التنظيمات المسلحة المتشددة.

وأفاد بقوله، في تصريحات صحفية، أن “عملية عسكرية فرنسية باتت وشيكة في الجنوب الليبي”، رغم مرور أيام قليلة على استبعاد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند فكرة القيام بتدخل عسكري في ليبيا في مقابلة مع محطة “فرانس انتير” الإذاعية.

ويرى غلاي أن حادثة شارلي إيبدو أفضل تحضير للرأي العام الفرنسي لعملية عسكرية بهذا الحجم، مما يجعل “الجنوب الليبي في مرمى الأهداف العسكرية الفرنسية أكثر من أي وقت مضى”.

ورجّح الخبير الفرنسي ألا تبدي باريس أي حماس أو قدرة على المضي في هكذا عملية بمفردها، لحاجتها إلى دعم توفره الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في المقام الأول، حيث إن مثل هذه العمليات تستوجب وسائل كبرى لا تقدر القوات الفرنسية لوحدها على تأمينها.

ولم يستبعد غلاي أيضا أن تشمل العمليات العسكرية الفرنسية إلى جانب ليبيا، منطقة أقصى الشمال المالي ونيجيريا والصومال حيث تنشط جماعتا “بوكو حرام” و”الشباب”، فضلا عن مناطق صراع أخرى تضم بدورها جماعات مسلحة، وأوضح أن “كل ذلك سيتم بموافقة من مسؤولي هذه الدول مع انتفاء احتمال الحصول على دعم عسكري من الجيوش المحلية”.

يشار إلى أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان سبق وأن أكد أن التدخل العسكري في ليبيا بات أمرا ضروريا نظرا إلى تصاعد أعمال العنف وتنامي الأنشطة الإرهابية.

ويختلف مراقبون، في طبيعة التدخل الذي يتجه إليه المجتمع الدولي، بين من يرى حتمية التدخل العسكري المباشر، ومن يعتقد أن التدخل سيقتصر على الضغط، لجمع الأطراف الليبية في عملية سياسية، تحترم الشرعية التي تمثلها الحكومة المنتخبة، وتوفر للمجتمع الدولي والقوى الإقليمية شريكا ليبيا مستعدا وقادرا على محاربة الإرهاب.