نشرت صحيفة الجارديان تقريرا تحدثت فيه عن تفاقم أزمة المهاجرين وطالبي اللجوء بعدما رفضت حكومة الوفاق الوطني استقبال المهاجرين الذين جرى اعتراضهم في البحر المتوسط، وأعلنت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة أن موانئها لم تعد أمنة لاستقبال المهاجرين في ظل الصراع المسلح الذي تشهده البلاد.

وقالت الصحيفة إ الحكومة الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس أعلنت أن موانئها البحرية غير آمنة وقالت إنها لن تسمح بهبوط المهاجرين الذين جرى اعتراضهم عرض البحر من قبلل حرس السواحل وتمت إعادتهم إلى الأراضي الليبية.

وأنقذ خفر السواحل الليبي حوالي 280 مهاجرًا يوم الخميس، لكن عندما حاول إعادتهم إلى ليبيا رفضت سلطات البلاد السماح لهم بالنزول، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.

وقالت السلطات في طرابلس إنه "بسبب كثافة القصف، التي استهدف بعضها في السابق الميناء الرئيسي للعاصمة، فإن ليبيا لا تعتبر ميناءً آمناً".

ومنذ توقيع اتفاق مع الحكومة الإيطالية في 2017 أعترض خفر السواحل الليبي زوارق المهاجرين المتوجهة إلى أوروبا في البحر وأعادوا ركابهم إلى ليبيا حيث تقول وكالات الإغاثة إنهم يواجهون التعذيب وسوء المعاملة.

ويأتي رفض ليبيا لاستقبال المهاجرين في وقت تتخذ فيه الحكومات الأوروبية تدابير أكثر صرامة لوقف المهاجرين منذ بداية أزمة فيروس كورونا، ولم تترك أي خيار لطالبي اللجوء الهاربين من التعذيب والحروب  الذين رغم خوفهم من الفيروس  على استعداد للمخاطرة بحياتهم في البحر من أجل الوصول إلى أوروبا.

وفي خطوة غير مسبوقة يوم الثلاثاء أعلنت الحكومة الإيطالية أيضًا أن موانئها البحرية "غير آمنة" بسبب جائحة فيروس كورونا، وقالت إنها لن تسمح برسو زوارق إنقاذ المهاجرين حتى نهاية حالة الطوارئ.

وفي الأسبوع الماضي اتخذت حكومة مالطا إجراءً مماثلاً وأعلنت أيضًا إغلاق موانئها البحرية أمام المهاجرين مشيرة إلى تهديد فيروس كورونا. ووفقًا للجمعيات الخيرية فإن السلطات المالطية تعمل أيضًا بشكل متزايد على تأخير الاستجابات لقوارب المهاجرين.

قام مشروع آلارم فون -خدمة الخط الساخن للمهاجرين الذين يعانون من الأهوال في البحر- بمشاركة تسجيلين صوتيين مع الجارديان لسلسلة من المكالمات من مجموعة من طالبي اللجوء الذين يدعون أن مسؤولًا من زورق البحرية المالطية يوم الخميس قام بتخريب سفينتهم  وعلى متنها حوالي 70 شخصًا بقطع كابل المحرك.

ويمكن سماع صوت رجل في أحد التسجيلات الصوتية يقول "لدينا حالة طوارئ هنا"، مضيفا جاء الجيش المالطي وقطع كابل المحرك. هناك ماء في القارب" ، ويتابع قال الجيش المالطي "سنتركك تموت في الماء. لن يأتي أحد إلى مالطا ".

ويقول شخص اخر "ساعدنا من فضلك ...سوف نموت"، مضيفا "رقم السفينة العسكرية في مالطا هو بي 52".

في نهاية المطاف أنقذت السلطات المالطية المهاجرين الذين زُعم أن البحرية المالطية اعترضتهم على بعد 20 ميلاً جنوب غرب مالطا.

طلبت صحيفة الجارديان من البحرية المالطية التعليق.

ومنذ بداية حالة طوارئ فيروس كورونا  أصبح طريق وسط البحر الأبيض المتوسط منيع  بشكل متزايد أمام الأشخاص الفارين من ليبيا المنكوبة بالحروب.

والخطر وفقًا للمنظمات الخيرية هو أن الإجراءات التقييدية في ليبيا وإيطاليا ومالطا ستعيد وضع المهاجرين إلى الوراء لسنوات، عندما كانت القوارب تنطلق من ليبيا مما يعرض حياة الناس للخطر في محاولة للوصول إلى الشواطئ الإيطالية.

وقالت جوديث سندرلاند مديرة قسم أوروبا وآسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش "إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الأوروبية لإغلاق موانئها أمام الأشخاص الذين تم إنقاذهم في البحر عرضت الأرواح للخطر ولا يمكن تبريرها لأسباب تتعلق بالصحة العامة".

وأضافت "تثير الأحداث الأخيرة والناشئة في البحر الأبيض المتوسط مخاوف جدية من أن تستخدم دول الاتحاد الأوروبي جائحة فيروس كورونا  كذريعة للتهرب من مسؤولياتها بموجب القانون الدولي للرد على القوارب المعرضة للخطر في البحر."

وقالت السلطات الإيطالية يوم الجمعة إن شخص يبلغ من العمر 15 عاما وصل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية يوم الثلاثاء أظهرت التحليلات إصابته بفيروس كورونا وتم وضعه قيد الحجر الصحي.

إن قارب الإنقاذ آلان كردي الذي تديره المنظمة الألمانية غير الحكومية سي آي  والذي سمي على اسم الصبي السوري البالغ من العمر ثلاث سنوات والذي غرق في عام 2015 هو حاليًا قارب الإنقاذ غير الحكومي الوحيد الذي يعمل في وسط البحر الأبيض المتوسط.

وأجبر تفشي فيروس كورونا العديد من المؤسسات الخيرية على تركيز جهود مساعدتها في أماكن أخرى ، في حين أن مجموعات الإنقاذ الأخرى ، مثل سي واتش وإس أو إس  لم تعد إلى المياه الدولية بعد أن تم عزلها لمدة 14 يومًا بعد آخر مهام لها في نهاية فبراير.

وفي إشارة إلى مدى خطورة ليبيا على أولئك الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا فر عشرات الأشخاص المحتجزين في ميناء طرابلس الرئيسي منذ يوم الخميس من المنشأة حيث تعرضت للقصف في وقت مبكر من صباح الجمعة. كانت المجموعة من بين 277 شخصًا على متن سفينة أعادها خفر السواحل الليبي إلى العاصمة، واضطروا للبقاء في الميناء بسبب مخاوف أمنية. وقد اعتقلت السلطات فيما بعد حوالي 200 منهم وتم نقلهم إلى اثنين من مراكز الاحتجاز.