قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن دراسة علمية أثبتت عدم وجود علاقة إحصائية  حقيقية بين احتمال إنقاذ المهاجرين في البحر وعدد محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط . وتتحدى نتائج هذه الدراسة الأوروبية الادعاء المنتشر في أوروبا بأن أنشطة البحث والإنقاذ للمنظمات غير الحكومية كانت عامل جذب للمهاجرين.
وكان الخوف من قيام بعثات المنظمات غير الحكومية بجذب المهاجرين هو الأساس لتدابير تقييد السفن الإنسانية بما في ذلك مطالبتهم بالتسجيل في مدونات قواعد السلوك أو منعهم من مغادرة الموانئ.
وهذه هي أول دراسة مفصلة عن أنشطة البحث والإنقاذ الاستباقية للمنظمات غير الحكومية بين عامي 2014 وأكتوبر 2019 ، لكن النتائج تركز بشكل أوضح على الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وهي فترة انسحبت فيها أوروبا من جميع أنشطة البحث والإنقاذ تاركة الأمر إلى المنظمات غير الحكومية أو الحرس السواحل الليبي. وأجرى الدراسة احثان إيطاليان هما أوجينيو كوسومانو وماتيو فيلا من معهد الجامعة الأوروبية.
بالاعتماد على الإحصائيات الرسمية وفحص المتوسطات لثلاثة أظهرت الدراسة أن الأرقام التي تم إنقاذها تعتمد على الأعداد المغادرة. كذلك وجدت رابطًا أقوى هذا العام بين عدد المهاجرين وبين الاستقرار السياسي في ليبيا أو الطقس، بدلاً من سفن المنظمات غير الحكومية في البحر.
وجدت الدراسة أنه في عام 2015 انخفض إجمالي عدد المغادرين من ليبيا بشكل طفيف مقارنة بعام 2014 على الرغم من أن المهاجرين الذين أنقذتهم المنظمات غير الحكومية زادوا من 0.8 إلى 13 ٪ من إجمالي عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم في البحر. وبعد يوليو 2017 انخفض عدد المهاجرين المغادرين من ليبيا على الرغم من أن المنظمات غير الحكومية أصبحت بشكل كبير اللاعب الرئيسي في عمليات البحث والإنقاذ.
ووجدت أيضًا أنه خلال الـ 85 يومًا التي كانت فيها المنظمات غير الحكومية موجودة في مهمة البحث والإنقاذ، لم يكن هناك مغادرين أكثر من الـ 225 يومًا التي كانت فيها قوارب الدورية الليبية هي المسئولة عن عمليات البحث والإنقاذ.
وبدلاً من ذلك أظهرت الدراسة أن الانخفاض الكبير في المهاجرين  في عام 2017 مرتبط بالصفقة المبرمة بين الحكومة الإيطالية ومليشيات ليبية مختلفة لمنع المهاجرين من محاولة عبور البحر.
وتتناول الدراسة شخصيات من المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وخفر السواحل الإيطالي.
وعلى مدى السنوات الخمس  أنقذت السفن الإنسانية ما مجموعه 115 ألف مهاجر من بين 650 ألف مهاجر بمعدل 18٪. في عام 2019 وحده ، توفي ما لا يقل عن 1078 مهاجرًا أو فقدوا  -وفقًا للأمم المتحدة- أثناء محاولتهم الوصول إلى الأمان في أوروبا.
وبينما يعترف الاتحاد الأوروبي بخفر السواحل الليبي ويقوم بتمويل وتدريب عمله ، لا يوجد اتفاق شامل حول كيفية التعامل مع طالبي اللجوء بطريقة عادلة على نطاق الاتحاد الأوروبي.