كشفت وزارة الداخلية التونسية أمس الأول أنها فككت خلايا إرهابية من بينها الجناح الإعلامي لتنظيم “أنصار الشريعة” المحظور والخاضع لإدارة فتاة طالبة بكلية طب كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية من بينها اغتيال سياسي وتفجير موكب لوزير الداخلية لطفي بن جدو واستهداف السفير الأميركي بتونس.

وأثار الكشف عن تورط الطالبة فاطمة الزواغي (20 عاما) وهي تدرس بكلية الطب بالعاصمة صدمة في الشارع التونسي بسبب التحول النوعي في قدرة التنظيمات الإرهابية على التمدد والتجنيد داخل أسوار الجامعات.

وفي أعقاب الثورة انتشرت مظاهر التدين على نطاق واسع في الجامعات التونسية في ظل مناخ الحرية غير أنه لم يكن في وارد المشرفين على قطاع التعليم أن تتحول الجامعات إلى فضاء لتجنيد إرهابيين.

والمعلوم أنه سبق وأن نشرت العديد من الصحف التونسية تقارير إخبارية وتحقيقات تفيد أنه تمّ تحويل الجامعات إلى فضاء لترويج الأفكار المتشددة وذلك بالقيام بأنشطة دعوية وتوزيع مطويات وكتب تكفيرية وتحريضية ضدّ الدولة وضد العلمانية، وقد التحق العديد من الطلبة للجهاد سواء في سوريا أو في العراق ولم يمنعهم مستواهم التعليمي من التأثر بالمنظومة العقائدية للتنظيمات الجهادية والتسليم المطلق بضرورة القتال وإقامة الدولة الإسلامية.

وفي نفس السياق، قال مازن الشريف، الخبير الأمني بمركز الدراسات الاستراتيجية للأمن الشامل لوكالة الأنباء الألمانية “هذا فيروس فكري وعقائدي ومنظومة معقدة يمكن أن تضرب أي شخص، طبيبا كان أو جنديا أو طالبا أو حتى رجل أمن”.

ويشار إلى أن محمد علي العروى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، قال خلال مؤتمر صحفي أمس الأول، إن الفتاة الإرهابية كانت تؤمّن عمليات التنسيق بين أنصار الشريعة وكتيبة عقبة ابن نافع المتمركزة بجبل الشعانبي وتشرف على الرسائل الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي للتنظيمين وهي على علاقة مباشرة بزعيم أنصار الشريعة الفار سيف اللـــه بن حســـين الملــقب بأبي عـــياض وخالد الشايب الملقب بلقـــمان أبو صـــخر زعـــيم كتيبة عقـــبة ابن نـــافع، حسب صحيفة العرب.

وأكدت تقارير إخبارية أن فاطمة ارتدت الحجاب لمدة وجيزة بعد الثورة في 2011 وصارت تتردد على المساجد التي يشرف عليها أئمة من التيار المتشدد ثم ارتدت النقاب الأسود الأفغاني واختلطت بشباب أنصار الشريعة في الجامعة. وتحولت فاطمة إلى مشرفة على صفحات ومواقع أنصار الشريعة وتوثّق عمليات الذبح والقتل وتحرض على الأمن والجيش وتمجد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” و”القاعدة”.