في ظل الظروف الخاصة التي تعرفها البلاد بسبب الحجر الصحي، حاز حزب التجمع الوطني الديمقراطي على الترخيص لعقد مؤتمره الاستثنائي، بالمركز الدولي للمؤتمرات يومي 28 و29 ماي الجاري، لاختيار قيادة جديدة تملأ الفراغ الحاصل على مستوى الأمانة العامة، منذ سجن أمينه العام السابق أحمد أويحيى، بسبب قضايا تتعلق بالفساد،   .

وأكد لنا مصدر عليم من داخل التجمع الوطني الديمقراطي، خبر عدم ترشح الأمين العام بالنيابة والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأخيرة، عز الدين ميهوبي، الذي حاول في البداية بدعم من الحرس القديم خلافة أويحيى، غير أنه قرر في الأخير رمي المنشفة بسبب تطورات لم تكن في صالح ترشحه.

كما تحدث ذات المصدر عن سحب السيناتور عن ولاية البليدة إلياس عاشور، لترشحه بعد حصول توافقات واسعة على ترشيح المعارض السابق لأويحيى، ورئيس بلدية الجزائر الوسطى سابقا، الطيب زيتوني، الذي بات يقترب من تقمص صفة مرشح الإجماع

ويحرص المؤتمرون لثاني أكبر كتلة في البرلمان بعد الانتخابات عام 2017 و أحد أضلاع التحالف الرئاسي الذي كان يدعم سياسات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة،  على انتخاب قيادة جديدة تكون على قطيعة مع القيادة السابقة للحزب، والتي انخرطت في كل سياسات النظام السابق، وجعلت الأرندي في مواجهة مباشرة مع الحراك الشعبي الذي أطاح بالمنظومة السابقة وطالبوا بحل الحزب، وقد وجدوا بعض صفات هذه القيادة مجسدة في الرئيس المدير العام لقصر المعارض والتصدير الطيب زيتوني.

وعلى الرغم من غلبة التوجه العام لانتخاب الطيب زيتوني خليفة لاويحيى، إلا أن الحرس القديم الذي كان مهيمنا على الامتيازات ومسيطرا على المناصب، سوف يسعى إلى عرقلة هذا المشروع، خوفا من تراجع نفوذه إلى المقاعد الخلفية، لا سيما أن هذه الفئة لا تزال تملك المال ولها شبكة من العلاقات بحكم سطوتها السابقة، غير أنه ومع ذلك، يبقى المعطى السياسي الراهن في غير صالح هذه الأوساط، لاسيما أن غالبيتهم يكون قد فقد الشهية بحصر مسودة الدستور الجديد، الترشح لعضوية البرلمان في عهدتين لا ثالث لهما، وهناك منهم من قضى أكثر من ثلاث عهدات.