أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء ولاية أم البواقي (شرق الجزائر)، خلال نهاية الأسبوع، المتهم المدعو (د. أ) البالغ من العمر 21 سنة، و المتهم بارتكابه لجريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد، ضد طفل لم يتجاوز 14 من عمره، بالاعدام بعد التحري والمرافعات حول القضية.

أحداث القضية تعود الى شهر أفريل/نيسان الماضي، حيث جلب الضحية وهو طفل لم يتجاوز 14 في عمره، ومتمدرس بمرحلة المتوسط، جرو من فصيلة "الراعي  الألماني"، وقدمه للمتهم الأول المدعو (د.ع.د) و البالغ من العمر 14سنة، حيث تعارك الاثنان بعدها حول ملكية الجرو وتشاجرا فحدثت جريمة القتل المروعة. 

و في أطوار المحاكمة سارت القضية على أنها نتيجة طيش أطفال، ولبست التهمة للطفل الحدث لوحده، على اعتباره أنه هو من تعارك مع الضحية و هو من قتله، وتمت محاكمته سابقا وأدين بسبع سنوات سجنا نافذة.

وبعد الاستئناف في الحكم تمت إدانته بخمس سنوات سجنا نافذة، وهو حاليا في سجن الأحداث، غير أن بعض الشهود وعددهم ثلاثة صحت ضمائرهم فقرّروا الإدلاء بشهاداتهم، بحسب ما قالوا في محاكمة أول أمس، ما أدى إلى إعادة التحقيق من جديد في القضية، وتم الاستماع إلى أقوال الشهود الذين شاهدوا المتهم الثاني برفقة شقيقه الحدث المتهم الأول، أثناء نشوب المعركة بين أخيه والضحية، وسمعوا توعّده للضحية بالتصفية الجسدية، إن لم يمنح شقيقه الجرو المتنازع عليه.

وخلال المحاكمة حاول إنكار المتهم الثاني ما صدر منه، غير أن القاضي أوقعته في عدة تصريحات متناقضة، وهو ما ركز عليه دفاع الضحية والتأكيد على تصريحات الشهود التي أكدت كلها أنه كان حاضرا خلال المناوشة.

كما أن دفاع الضحية استدل بشهادة الطبيب المحلف الذي أكد أن الضربة كانت من الخلف، إذ اخترقت القفص الصدري من الخلف، لتصيب البطين الأيمن من القلب بعمق واحد سنتيمتر ونصف، ما يؤكد أن الضربة كانت قوية، ولم تكن من الأمام وليس الأخ الأصغر الذي كان في مناوشة مع الضحية الذي أزهق روحه. 

واعتبر ممثل الحق العام أن الجريمة كاملة الأركان ولا يمكن لأي أحد أن يطمسها، وكل الأدلة تثبت ارتكاب الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، ولا أدلّ على ذلك من أن الفاعل نفذ مقولته التي جاءت على لسان الشهود "راح أصفيك أصفيك" بمعنى سأقضي عليك، فبعد ساعة من المناوشة الأولى، نفذ وعده وأزهق روحا بريئة، وأنهى مرافعته ملتمسا له الإعدام.

من جهته، دفاع المتهم رافع مطولا وحاول استمالة هيئة المحكمة لكون موكله لم يرتكب هذه الجريمة بحسب قوله، معتمدا على ما جاء في ملف قاضي التحقيق وبعض الشهود في تصريحهم الأولي، بكون الضحية قال لعمه قبل وفاته بأنهم "تعاونوا عليه" وحقائق أخرى، واعتبر أن بعض الشهود كانوا مأجورين، وإلا كيف لم يدلوا بهذه الشهادة الحاسمة والخطيرة في بداية التحقيق، وبعد المداولة عادت هيئة المحكمة ونطقت القاضية بحكم الإعدام على المتهم، وسط انهيار أهل المتهمين الذين حضروا المحاكمة.