أفاد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أن “الجماعات الإرهابية باتت تحصل على الأموال من خلال تقديم الفديات مـقابل إطـلاق الرهـائن المختـطفين عـلاوة على تهريب المــخدرات”.

وشدّد لعمامرة في كلمة ألقاها، في افتتاح الملتقى الثاني رفيع المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا، الذي احتضنته محافظة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة)، على ضرورة “تجفيف مصادر تمويل الإرهاب”.

وتحتضن محافظة وهران على مدار ثلاثة أيام فعاليات ملتقى السلم والأمن في أفريقيا بحضور وزيري الخارجية التشادي والأنغولي موسى فاكي محامت وجورج ريبولو شيكوتي، ومحافظ السلم والأمن للاتحاد الأفريقي اسماعيل شرقي، وممثلين لمنظمة الأمم المتحدة. وقال لعمامرة في هذا الصدد إنّ “الجماعات الإرهابية باتت تحصل على الأموال من تلقي الفديات نظير إطلاق الرهائن المختطفين، إضافة إلى تهريب المخدرات ما يجعلها تضاعف من قدراتها وتوسع نطاق نشاطها”.

وعرّج لعمامرة على قضية السلم والأمن في أفريقيا قائلا: “إنّ عملنا يأتي في سياق صعب ومعقد وقد ازداد حدّة جراء الإرهاب الدولي وقدرة الإضرار وشبكات الجريمة المنظمة العابرة للأوطان وتهريب المخدرات حيث يؤثر الظرف بشكل مباشر على السلم والأمن سواء إقليميا أو دوليا”.
يشار إلى أن السلطات الجزائرية تمنع دفع الفديات وتدافع عن هذا الخيار بهدف تجفيف منابع الإرهاب، ويؤكد المسؤولون الحكوميّون أن الجزائر ملتزمة بعدم دفع الفديات للمجموعات المتشددة باعتباره يفتح الباب للمزيد من عمليات احتجاز الرهائن ولتسهيل تمويل التنظيمات الجهادية.

يذكر أن الخارجية الأميركية ثمّنت، في تقريرها السنوي حول مكافحة الإرهاب، جهود الجزائر لحثّ دول العالم على رفض دفع الفدية للجماعات الإرهابية مقابل تحرير الرهائن.

وكانت الجزائر قد طرحت لائحة على الأمم المتحدة تنص على تجريم دفع الفدية للتنظيمات المسلحة التي تحتجز رهائن وتطالب بدفع الفدية. ورغم هذه الجهود يرى مراقبون أن السلطات الجزائرية لم تتمكن حقا من مكافحة الإرهاب واجتثاثه كليا، وأن نجاحها في تفكيك العديد من الجماعات الجهادية وتطويق نشاطها، لم يحل دون اعتبارها بلدا يستقطب المتشددين نظرا إلى وجود جماعات إسلامية مقاتلة تنشط سرّا هناك مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذّي استنسخ نهجه وأهدافه عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.

*نقلا عن العرب اللندنية