أعلن الصندوق الوطني للاستثمار بالجزائر شراء 51 % من أسهم شركة أوراسكوم تليكوم الجزائر المعروفة تجاري بشركة "جيزي" بعد 5 سنوات من المفاوضات بين الحكومة الجزائرية والمالك الجديد للشركة المجموعة الروسية - النروجية "فيمبلكوم".وقال الصندوق وهو ذراع استثمارية مملوك للحكومة الجزائرية اليوم الجمعة، إنه وافق على عملية الشراء والتي بلغت قيمتها 2.643 مليار دولار، بموجب حق الشفعة المنصوص عليه في قانون الموازنة التكميلي للعام 2009.

وتم التوقيع على العقد بالعاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة بمقر مجموعة غلوبال تلكوم فرع فيمبلكوم.وطالبت فيمبلكوم بسعر 7.8 مليار دولار كسعر عادل للسهم قبل التراجع وقبول المبلغ المعلن اليوم الجمعة.وبمجرد توقيع الاتفاق سيتم التنازل عن التحكيم الدولي لفض النزاع السابق بين الجزائر ومالك الشركة.

وقال وزير المالية الجزائري كريم جودي، في تصريحات سابقة إن مكاتب الاستشارة قدمت استشارتها للحكومة الجزائرية وهي الوحيدة المخولة بتقييم النتيجة التي توصل إليها، وهي مكاتب الاستشارة لاسيما شيرمان وستيرلينغ ل.ل.بي الذي قدم إسهامه في مجال التركيب القانوني وتحرير الاتفاق ومكتب الخبرة المالية ف. تي. إي. لإ. الذي تدخل فيما يتعلق بالتفاوض على الجوانب المالية.وقال بيان الصندوق الوطني للاستثمار حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه إن الاتفاق الموقع بينه وبين فيمبلكوم تيليكوم يفتح عهدا جديدا فيما يخص تطوير شركة "جيزي" من خلال منحه لشركة أوراسكوم تيليكوم الجزائر مساهمة جديدة قوية ومستقرة.

وسيكرس الاتفاق الجديد أغلبية لصالح الحكومة الجزائرية في ملكية الشركة وسيمكن المؤسسة من مواصلة نشاطها في سوق تشهد ديناميكية كبيرة وتكثيف استثماراتها من خلال تطوير البنية القاعدية لشبكتها في زمن تشهد فيه سوق الهاتف المحمول في الجزائر نموا كبيرا بفضل تطورات تكنولوجيا الجيل الثالث.وقال المدير العام للصندوق أحسن حداد، إن اقتناء 51 % من أوراسكوم تيليكوم الجزائر يندرج ضمن المهمة التي أسندتها السلطات العمومية للصندوق بالمشاركة في تنمية الجزائر الاقتصادية، مضيفا أنها عملية مشاركة من الصندوق في تطوير مؤسسة عالية التكنولوجيا وتستجيب للمعايير التي حددها الصندوق ضمن سياسته الاستثمارية التي تتوخى إقامة شركة ذات قيمة مضافة قوية تكون مربحة وحاضرة في قطاع محوري من قطاعات تنمية اقتصاد عصري.

وقبل توقيع الاتفاق تم إنشاء شركة جديدة باسم "أوبتيموم تيليكوم الجزائر" مملوكة كليا لأوراسكوم تيليكوم الجزائر، وستحل الشركة الجديدة محل الشركة السابقة في السوق بدون تغيير على الهيكل الداخلي للشركة ولا على العاملين بها.وتوظف الشركة حاليا 4500 موظف على المستوى الوطني وبلغ حجم أعمالها 1.9 مليار دولار في العام 2012.

ويقول مراسل الأناضول إن لدى الشركة 17.5 مليون مشترك وتحتل صدارة المتعاملين في الهاتف الجوال في السوق الجزائرية.وتنشط في الجزائر ثلاث شركة وهي موبيليس التابعة لاتصالات الجزائر  المملوكة للحكومة وشركة أوريدو القطرية. وبلغ العدد الإجمالي للمشتركين 39.5 مليون مشترك إلى غاية نهاية مارس الماضي.

وستخضع الشراكة بين الصندوق الوطني للاستثمار ومجموعة فيمبلكوم تيليكوم لعقد مساهمين يحدد شكل إدارة أوراسكوم وأوبتيموم ويحدد مصير مساهمات كل من الطرفين.وأكد الصندوق الوطني للاستثمار أن عقد المساهمين يشمل بنودا تخص تشكيلة  أجهزة الإدارة والمراقبة الخاصة بالشركتين وكيفيات التعيين والفصل وصلاحياتها، فيما ستحافظ فيمبلكوم على دور الرقابة الإدارية والعملية للشركة، لكنه يخول للصندوق الوطني للاستثمار حق الاعتراض على القرارات الاستراتيجية الكبرى.وينتظر أن تنتهي عملية الشراء كليا قبل نهاية 2014 بعد الانتهاء من الحصول على جميع الموافقات التنظيمية.وفي العقد الأصلي للحصول على رخصة استغلال شبكة للهاتف الجوال المبرم بين الحكومة الجزائرية ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، فإن الرخصة تنتهي منتصف العام 2015.