غدا 7 أكتوبر سيعرف الدخول الثقافي (دورة محمد ديب 2020 - 2021) سهرة الاختتام، وقد انطلقت أشغاله الثقافية والفنية السبت 26 سبتمبر، عبر كامل مديريات الثقافة والفنون في الوطن، والذي تزامن أيضا مع الانطلاق الرسمي بالجزائر العاصمة.

وافتُتح الحدث، بقصر الثقافة مفدي زكريا، بزيارة معرض جناح محمد ديب، ومعرض الفنون التشكيلية، تحت إشراف السيدة آمال ميهوب، ومعرض الإنتاجات المسرحية (إنتاج المسرح الوطني والمسارح الجهوية)، وتم اختيار عرض بوغنجة وأنزار من مسرح الشارع عن المسرح الجهوي لقسنطينة.

وبالمناسبة، تم تكريم الفنان الراحل حمدي بناني، من خلال فرقة موسيقية شبابية ”شاز”، قدّمت وصلة لحمدي بناني، مرفقة بقراءات برفورمانس فجر إسماعيل لمحمد ديب. وتَواصل الحفل بتقديم برفورمانس حكواتية من إعداد قادة بن شميسة وماحي مسلم، مرفقة بموسيقى التراث الشعبي، وعرض كوريغرافي (الإرث الأبدي) من إنتاج الديوان الوطني للثقافة والإعلام.

وكانت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة قد أشارت خلال ندوة صحفية أن الدخول الثقافي هو “تقليد جديد تسعى الوزارة إلى إرسائه ليصبح عادة سنوية تحاول أن تعوض الدخول الأدبي المفقود في الجزائر”، ويحاول هذا التقليد حسب وزيرة القطاع أن يخلق نوعا من” العدالة” في توزيع الأنشطة وإعطاء الفكر والفلسفة حقها بعد أن تسيدت الرواية لسنوات الواجهة كما يرمي هذا الحدث إلى إعادة الاعتبار للمثقف والفنان وخاصة الشباب منهم بإعطائهم فرصة الظهور وتثمين إنجازاتهم حيث اعترفت بن دودة بأن المؤسسات الثقافية كانت “عنوانا للبيروقراطية على مدار سنوات”.

وفي إطار هذه التظاهرة، التقت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، يوم الثلاثاء الماضي، بالمكتبة الوطنية الحامة، بالعاصمة، ثلاثين نادي قراءة من مختلف المدن الجزائرية واستمعت لانشغالاتهم  وحفزتهم على مواصلة النشاط.ووعدت وزيرة الثقافة نوادي القراءة بفتح الفضاء الثقافي  أمامهم خاصة دور الثقافة ومكتبات المطالعة العمومية لمواصلة أنشطتهم بمرافقة المؤسسات.

ودعت بن دودة "شباب النوادي إلى المرافقة والترويج للكتاب ككل، وللكتاب الجزائري خاصّة" من خلال وضعه ضمن اولويات نشاطهم.

واعتبرت الوزيرة في كلمتها أمام ممثلي نوادي القراءة أن مبادراتهم "تعد أسلوبا مبتكرا للترويج للقراءة من جهة، ولصناعة الأسماء والنجوم، وكذلك للمساعدة في دعم إرساء قواعد سوق صحية للكتاب".

وفي ذات الإطار احتضنت دار عبد اللطيف بالعاصمة يوم الأربعاء 30 سبتمبر 2020 ندوة فكرية حول اقتصاد الثقافة من تنشيط الخبير في اقتصاد الثقافة كريم عبد المولى ومهدي بن عيسى حيث أجمع المشاركون على ضرورة الابتعاد على مبدأ مجانية الثقافة مقترحين بذلك حلولا من شأنها تشجيع الاستثمار في المجال الثقافي كحث المؤسسات الوطنية الكبرى العامة و الخاصة على اقتناء اللوحات الفنية عبر تخفيضات ضريبية عوض الدعم المالي اللامتناهي للدولة وكذا ضبط الإشهار العمومي والخصوصي في مجال السينما واستحداث مرافق عملاقة تحتوي على العديد من قاعات العروض السينمائية لتستغل بعد ذلك عائدات هذه المساحات في دعم النشاط السينمائي عبر المدن الصغيرة والمتوسطة. هذا إلى جانب التأكيد على ضرورة ضبط المهن ذات العلاقة بالنشاط الثقافي والاعتراف بها.

وخلصت الندوة بعد نقاش ثري إلى حتمية استحداث منظومة قانونية جديدة تحدد مهام كل الفاعلين من سلطات عمومية و مستثمرين خواص للنهوض بالفعل الثقافي بالجزائر. وقد عرف فضاء المكتبة عددا من الأنشطة حول الخطاب الفلسفي بالجزائر والأصوات الروائية الشابة كما حول الشعر والمسرح والكوليغرافيا والحكواتية فضلا عن المعارض وحكوات التوقيع.

ووفق تعبير الإعلامي حميدة عياشي المشرف العام على التظاهرة، أن أهم إنجاز فيها هو بروز الصوت الثقافي المتميز للجيل الجديد، جيل الفعالية والمبادرة والتحدي على حد تعبيره.

ورغم نقاط الضعف التي شابت التظاهرة في بعض جوانبها، فقد ترجمت اجتهادا نوعيا في التواصل مع الأصوات الشابة وفتح النقاش حول طرائق تدبير الحقل الثقافي ورسملة الإنتاج الثقافي وتثمين التراث والإبداع. 

 les pièces jointes