اعتبر وزير الخارجية الأسبق خميس الجهيناوي أن زيارة العمل التي أداها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مؤخرا إلى تونس هامة كما أنها كانت مترقبة.
وأضاف الجهيناوي، في حوار ل "بوابة افريقيا الإخبارية" اليوم السبت، أن مخرجات ونتائج زيارة الدبيبة عادية ولم تكن في المستوى المنتظر وعالجت ملفات ومواضيع قديمة كان من المفروض إيجاد حلول لها منذ فترة وقبل زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، من ذلك مسألة الديون التونسية المتخلدة لدى الدولة الليبية بالنظر إلى أن تسديد ديون المصحات التونسية لدى ليبيا يفتح المجال لمزيد الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومواصلة الليبيين علاجهم بهذه المصحات.
وأكد الديبلوماسي ووزير الخارجية التونسي الأسبق أن التغييرات الجذرية الحاصلة على مستوى إقليمي ودولي تستوجب أن تسفر هذه الزيارة عن قرارات واتفاقيات أكثر جرأة وتتماشي مع التغييرات المذكورة والنظر في مجالات تعاون أكبر تستجيب لطموحات الشعبين التونسي والليبي، خاصة وأن تونس تعيش صعوبات اقتصادية ومالية في الوقت الراهن وكان من المفروض أن تقف ليبيا معها وتدعمها في مثل هذه الظروف.
وفي سياق متصل، اعتبر الجهيناوي أن حكومة الدبيبة تعيش وضعا خاصا بما أنها تجاوزت مدة صلوحيتها لكنها حكومة شرعية ومعترف بها دوليا.
وأبرز أن هناك توجه داخلي -وكذلك بالنسبة للشركاء الدوليين-لمواصلة حكومة عبد الحميد الدبيبة مهامها بغاية ترتيب المناخ المناسب لتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.
وأكد أن مهمة حكومة الوحدة الوطنية هي تنظيم الانتخابات.
وبخصوص تشخيصه للوضع الحالي في ليبيا، قال خميس الجهيناوي إن هذا الوضع غير مستقر بحكم وجود حكومتين واحدة في الغرب وأخرى في الشرق، إلا أن الهدف يظل عدم دخول ليبيا في فوضى جديدة.
وتابع بأن الفترة الراهنة تشهد حركية سياسية وديبلوماسية بين دول الجوار الثلاث، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة أن تكون هذه الحركية لبنة في مسار تنشيط الاتحاد المغاربي وتهيئة الأرضية الداخلية في ليبيا لإجراء الانتخابات وإيجاد قاعدة دستورية وقانونية لهذا الاستحقاق.
وشدد وزير الخارجية التونسي الأسبق على ضرورة التوافق بين كل العائلات السياسية ومكونات المشهد الليبي لتنظيم الانتخابات وإنجاحها.
وأبرز أنه لا يمكن تنظيم الانتخابات في ظل وجود مجموعات مسلحة، مشددا على ضرورة نزع أسلحة هذه المجموعات وإدماجها في الأجهزة الرسمية وتفعيل توافق داخلي بين كل مكونات المشهد السياسي حتى تكون الانتخابات الليبية المقبلة بداية التغيير في البلاد.
أما بخصوص تقييمه للعلاقات الديبلوماسية بين البلدين وطريقة تعاطي تونس مع الملف الليبي، فقال الجهيناوي إن تونس غائبة حاليا عن هذا الملف ودورها غير واضح وضعيف.
وأكد أنه لما كان على رأس وزارة الخارجية قام بالعديد من المبادرات لإنهاء الأزمة الليبية وتفعيل الحل الداخلي- الليبي الليبي- لهذه الأزمة، من ذلك المبادرات الثلاثية مع دول الجوار، أي مصر والجزائر.
وأشار الجهيناوي إلى أن تأثير تونس مهم من أجل وضع حد للأزمة في ليبيا لكنه يظل تأثيرا غير كاف الأمر الذي يستوجب تنسيق الجهود ووضع اليد باليد مع باقي دول الجوار وغيرها من أجل فرض الحل الداخلي السلمي لهذا الملف.
وشدد على أن استقرار ليبيا من استقرار تونس، موضحا أن مصلحة تونس تفرض أن تكون طريقة تعاطيها مع الملف أكثر جرأة وأكثر نشاطا وأن تأخذ بزمام المبادرة من أجل فرض الحل الليبي الليبي للأزمة.
أما عن الموقف الدولي من الملف الليبي، فأبرز الديبلوماسي التونسي بأن الحرب الروسية الأوكرانية وغيرها من المستجدات التي يشهدها العالم حاليا خفضت نوعا ما الاهتمام بهذا الملف.
وأوضح أن الموقف الدولي منقسم إزاء الملف الليبي، مضيفا في المقابل أن هناك استقرار نسبي للأوضاع في ليبيا وهو ما يتيح المجال للوطنيين الليبيين الأخذ بزمام المبادرة لفرض الحل السلمي والتوافق الداخلي والدفع نحو إجراء الانتخابات من أجل إنهاء الأزمة.