مع كل تقدم على الأرض للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي  يدور لغط في أوساط سياسيين وعسكريين وزعماء قبائل في الشرق والغرب والجنوب، بالإضافة إلى الترقّب الدولي، حول مدى قدرة الجيش الليبي على دخول طرابلس، وهل سيتمكن من تحقيق ذلك فعلا، بالنظر إلى التعقيدات الجغرافية والسياسية والميدانية.

وتتحرك قوات الجيش الوطنى الليبى نحو مدن المنطقة الغربية بوتيرة متسارعة.وتحركت قوات الجيش الليبى نحو الحدود المشتركة مع النيجر والجزائر للسيطرة عليها بشكل كامل، وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على المنافذ الحدودية مع تلك الدول لمنع أى عمليات تسلل إرهابيين أو تهريب أسلحة إلى داخل الأراضى الليبية، وتأتى تلك التحركات فى ظل حالة حراك يشهده الشارع الجزائرى خلال الأسابيع الماضية.

في هذا السياق من النجاحات العسكرية المتتالية لا يستبعد متابعون للشأن الليبي بأن تكون طرابلس الوجهة القادمة للجيش الليبي. حيث يرى مراقبون أنّ الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أصبح الطرف القوي في المعادلة الليبية، في ظل تأييد محلي وإقليمي لعملياته في جنوب البلاد، التي استطاع من خلالها تأمين الموانئ النفطية والقضاء على عشرات المتشددين الذين كانوا يهددون حياة المواطنين الليبيين.

ويأتي ذلك بعد أيام من سيطرة الجيش الليبي على مناطق جنوبية والتوصل إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا لإنهاء المرحلة الانتقالية والعمل على اجراء الانتخابات، وذلك في ختام لقاء جمع بينها في أبوظبي.

وهاجم مسلحون عددًا من الشباب تجمعوا عصر الجمعة أمام قاعة الشعب بالعاصمة طرابلس رفعوا صور المشير خليفة حفتر، ونشر رواد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة قبل الماضية مقاطع فيديو لعشرات الشباب وهم يرفعون صور القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر أمام قاعة الشعب وبعض شوارع طرابلس حيث تعرضوا لهجوم من مسلحين.

في نفس السياق،قال محمد العباني، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الليبي الجامع، إن نحو 80% من المواطنين في المنطقة الغربية يرحبون بدخول الجيش الليبي إلى العاصمة.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، الأحد الماضي، أن الفترة المقبلة ستشهد تحركات داخلية لتأييد الجيش، خاصة مع اقتراب القوات من العاصمة طرابلس، وأن لجنة المؤتمر تبذل جهودها لتوحيد الصف وتوحيد المؤسسة العسكرية دون قتال أو اشتباكات.

وشدد العباني على أن الجيش أصبح على مشارف طرابلس، وسيكون الهدف المقبل هو تأمين العاصمة وتطهيرها من الميليشيات، وأن الأمر العمل مع الجهات الأمنية الرسمية في طرابلس لعدم حدوث أية أزمات جديدة.

وتشير اللقاءات المتكررة التى يجريها حفتر مع القادة العسكريين ولاسيما المتمركزين فى مناطق الغرب الليبى إلا أن تحرك عسكرى وشيك من قبل الجيش الليبى سيكون باتجاه طرابلس دون معرفة التوقيت الذى تتطلع خلاله قوات الجيش الوطنى لدخول طرابلس وتطهيرها من سيطرة الميلشيات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة والمقار الحكومية الليبية التى تهيمن عليها عدد من الكتائب المسلحة.

أطلق نشطاء ليبيون عبر مواقع التواصل الاجتماعى،الأربعاء الماضي ، هاشتاج "#تأمين_العاصمة" ركز على ضرورة تأمين العاصمة الليبية طرابلس من قبل الجيش الليبى والخروج ببيانات ترحيب وتأييد لها.

وعبر نشطاء ليبيون عن آرائهم من خلال الهاشتاج الذى بدأ يحتل اهتماما كبيرا من قبل النشطاء، ويدعو لدخول قوات الجيش الليبى إلى العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة الميليشيات المسلحة.

وقال أحد المغردين: القوات المسلحة الليبية سوف تؤمن طرابلس وتدخل معسكراتها ومقراتها، وهي ليست عدوا لأحد إلا أعداء الوطن.

فيما قال سراج الدين التاورغي الباحث السياسي الليبي، إن الجيش الليبي غير رافض لأي صلح في ليبيا، وأنه كان دائما مع الحوار لإذابة الجليد بالنسبة للوضع السياسي الليبي.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى لـ"سبوتنيك" أن الجميع يدرك الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في طرابلس، وهو ما يحول دون تنفيذ ما يتم التوافق عليه.

وأوضح أن بعض قادة الكتائب الموجودة في طرابلس يريدون الانضمام إلى القوات المسلحة الليبية، وأن هناك بعض المليشيات الإرهابية جلبت بعض العناصر الإرهابية خلال الفترة الماضية إلى العاصمة طرابلس لتدريبهم على التصدي للجيش الليبي.

وأشار إلى أن التعويل الآن على الحاضنة الشعبية في طرابلس، التي يمكن أن تسهل من عملية دخول الجيش، خاصة في ظل المعاناة اللتي عاشها الشعب في العاصمة طوال السنوات الماضية.