تتسارع التطورات الميدانية في معركة تحرير العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام حيث اتجه الجيش الوطني الليبي لتكثيف تحركاتهمستهدفا تمركزات القوات الموالية لحكومة الوفاق في عدة مناطق وسط تقدم ميداني كبير،فيما تواصل تركيا محاولاتها لدعم حلفائها في طرابلس في مؤشر واضح على نوايا النظام التركي لإطالة أمد الصراع خدمة لمصالحها وأجنداتها المشبوهة.

في تطورميداني جديد ومهم،تمكنت قوات الجيش الليبي،الأحد 12 أبريل/نيسان، من أسر عدد كبير من المقاتلين التابعين لقوات الوفاق ومن بينهم مرتزقة سوريين وأتراك، وذلك خلال تقدمات الجيش الليبي في منطقة الهيشة "بوقرين" جنوب شرق مدينة مصراتة.وقال مصدر عسكري- فضل عدم ذكر اسمه- في تصريح لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، إن الجيش الليبي نفذ اليوم عملية خاطفة في منطقة بوقرين كُلفت بها عناصر القوات الخاصة، وكانت العملية متمثلةً في تنفيذ ضربة إستباقية لقوات الوفاق التي كانت تتحشد لشن هجوم على منطقة الجفرة.

وتابع المصدر،أن قوات الجيش الليبي تقدمت وسيطرت علي منطقة بوقرين ودحرت الإرهابيين والأتراك، وطيرانهم المسير، وتم القبض علي عدد كبير منهم باليد بعد فرارهم وسط ضربات الجيش المحكمة، ومن ثم تراجعت الوحدات المتقدمة من القوات الخاصة من محيط منطقة بوقرين بعد إنجاز المهمة الخاطفة المكلفة بها".وأكد المصدر، أن المهمة تمت بنجاح كبير وفي وقت قياسي، ونتج عنها تشتيت لقوات الوفاق وأسر عدد منهم واسترداد الكثير من الذخائر والأسلحة المتنوعة.


وكان الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري،أكد سيطرة قوات الجيش على منطقة بوقرين شرقي مصراتة، بعد معارك دامت 3 أيام، تخللتها غارات جوية مكثفة على المنطقة.وبحسب تدوينة على صفحة الناطق الرسمية في "فيسبوك"، قال المسماري إن قوات الجيش الليبي سيطرت على بوابة بوقرين الغربية، وهو ما يعني تجاوز منطقة بوقرين بالكامل وإخضاعها لسيطرة الجيش الليبي.

يذكر أن قوات الجيش الليبي تحركت في محاور شرق مصراتة، منذ حوالي أسبوع، بالتزامن مع غارات لطيران الجيش الليبي، استهدف عدة مواقع شرقي مصراتة، حيث أسفرت إحدى الغارات عن تدمير غرفة عمليات تركية في منطقة بوقرين، وقتل فيها 10 عناصر من قواتها، بحسب بيان لقوات مصراتة.

والى جانب الاسرى عثر الجيش الليبي على مخازن ذخيرة وأسلحة بعد دخول منطقة بوقرين، بعد هروب الجماعات المسلحة منها نحو مصراتة.وأهاب الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية أحمد المسماري، بجميع أفراد الجيش الليبي عدم الاقتراب من الاسرى والأسلحة والمعدات العسكرية المتروكة في محيط منطقة الهيشة "ابوقرين" جنوب شرق مدينة مصراتة، الا بعد تعقيمها، وذلك لعدم الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وبالتزامن مع ذلك،أعلن الجيش الوطني الليبي،الأحد، عن إرسال "كتيبة العاصفة"، التابعة للواء 106، للقتال في العاصمة طرابلس.ونقل موقع "ارم نيوز" الاخباري عن مصدر عسكري قوله، إن الكتيبة انتقلت من قاعدة الوطية الجوية إلى جنوب طرابلس ليل أمس؛ للمشاركة في العمليات العسكرية لتحرير العاصمة.


وكانت هذه الكتيبة تتمركز في قاعدة الوطية الجوية، وشاركت في صد الميليشيات التي حاولت مهاجمة القاعدة قبل أيام.وتعرف كتيبة "العاصفة" بأنها ذات تدريب عال، وتجهيزات خاصة، اكتسبت سمعتها كقوة ضاربة من العمليات التي شاركت بها في الهلال النفطي ودرنة وغرب ليبيا.ويشدد الجيش الليبي من هجماته في محاور جنوب طرابلس، خاصة في محوري عين زارة وأبو سليم، وحقق تقدما مهما خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي غضون ذلك،تواصل تركيا مساعيها لانقاذ حلفائها في طرابلس في ظل الخسائر المتصاعدة،حيث تلقت السلطات اليونانية تنبيها خلال الأيام الماضية بسبب ما وصف بأنه سفينة شحن مشبوهة غادرت من جنوب شرق تركيا، حسبما أفادت جريدة كاثيميرينى اليونانية.وحسب التقرير تشتبه المخابرات اليونانية فى أن سفينة الشحن التى ترفع علم الكاميرون (جريس أ) تنقل معدات عسكرية إلى حكومة الوفاق الوطنى، فى انتهاك لحظر الأسلحة المفروض على دولة شمال أفريقيا.

وغادرت السفينة التركية فى 6 مارس، ووفقا لموقع "مارين ترافيك"، تم تحديد موقعها آخر مرة فى 7 أبريل أمام سواحل قبرص، فى جنوب لارنكا، ومنذ ذلك الحين قامت بتعطيل نظام التتبع التلقائى.وتظهر قاعدة البيانات الدولية أن السفينة تعود ملكيتها لشركة مقرها لبنان.‎وأكد المسئولون اليونانيون لجريدة كاثيميريني أن تحركات السفينة أثارت انتباه السلطات، لكن حتى الآن لم يتم تحديد وجهتها وطبيعة الشحنة التى تحملها.وفق ما أورد موقع "اليوم السابع" الاخباري.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان،السبت 11 أبريل/نيسان، بأن دفعة جديدة مؤلفة من 150 عنصراً على الأقل من فصيل "السلطان مراد"، انطلقت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، من مركز مدينة عفرين وتوجهت بواسطة باصات نقل تركية إلى الحدود، كما انطلقت مجموعات أخرى تضم العشرات من مدينتي جرابلس والباب إلى نقطة التجمع في منطقة حوار كلس، حيث وصل نحو 300 عنصر من فصائل السلطان مراد ولواء صقور الشمال وفيلق الشام إلى ليبيا يوم الجمعة.

وبذلك، وصلت أعداد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن إلى نحو 5050 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1950 مجند، وينتمي المرتزقة إلى فصائل "السلطان مراد" و "لواء صقور الشمال" و "فيلق الشام".بحسب تقرير المرصد.


وأشار المرصد إلى أن عملية استمرار إرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا، تأتي في ظل الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم جراء المعارك مع قوات الجيش الليبي على محاور متفرقة من الأراضي الليبية، حيث تم تسجيل مقتل 17 مقاتلا خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة، لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 182 مقاتلا.

وخلال الأسابيع الماضية رصدت القيادة العامة للجيش الليبي، حركة رحلتين جوّيتين بين مطار اسطنبول التركي ومطاري مدينة مصراتة ومعيتيقة بالعاصمة طرابلس، رغم توقيف كافة الرحلات الجوية وتعليق الطيران بين البلدين، في إطار إجراءات منع انتشار فيروس "كورونا"، وذلك في رحلات غير مسجلّة وغير معلنة وحمولتها مجهولة.

ومنذ اشهر تتالى مشاهد التورط التركي في ليبيا لتزداد الصورة وضوحا حول انخراط أنقرة في الصراع الدائر في البلد الافريقي ومساعيها المتواصلة لتأزيم الأوضاع هناك في محاولة لاطالة أمد الفوضى التي تمثل بوابة النظام التركي للتوغل في ليبيا وتمرير أجنداته القائمة أساسا على نهب ثروات البلاد ومد أذرعه فيها لتكون منطلق توسعه في المنطقة عموما.

وبالرغم من تزايد الدعوات الإقليمية والدولية لإنهاء التدخلات في ليبيا أملا في مواجهة جائحة "كورونا" الطيرة،يصر النظام التركي على نكث تعهداته ومواصلة محاولات تأجيج الصراع في ليبيا عبر محاولات إغراق البلاد بالمرتزقة والإرهابيين دعما لأذرعه في طرابلس.وتؤكد المؤشرات على الأرض أن الجيش الليبي قادر على دحر الغزو التركي واجتثاث الجماعات الموالية لأنقرة من العاصمة الليبية واستعادة سلطة الدولة،مستعينا في ذلك بوعي الشعب الليبي ووقوفه ضد التدخلات الخارجية التي تقودها الأطماع في نهب ثرواته.