منذ ايام تتسارع الأحداث في ليبيا بشكل واضح في ظل التطورات العسكرية المتلاحقة،ويبدو ان الصراع الدائر في العاصمة الليبية طرابلس منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي قد بدأ يصل الى مراحله الأخيرة ويتجه أكثر فأكثر نحو الحسم مع نجاح الجيش الوطني الليبي في توجيه ضربات موجعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق التي تزايدت مؤشرات انهيارها بالرغم من الدعم التركي.
ويواصل الجيش الليبي تقدمه على أكثر من جبهة،حيث أعلنت مصادر إعلامية متطابقة، صباح اليوم الجمعة، سيطرة قواته على منطقة الهيشة جنوب شرقي مدينة مصراتة.واعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي،في وقت سابق، أن القوات المسلحة تتقدم إلى محمية الهيشة شرقي مصراتة، مؤكدا أن قواته كبدت المجموعات المسلحة مزيدا من الخسائر.

وأضاف المركز أن رئيس أركان القوات البحرية وجه مصلحة الموانئ والنقل البحري بمنع السفن المبحرة إلى ميناءي مصراتة والخمس، محذرا من أنها تصبح هدفا مشروعا للقوات المسلحة نظرا لرفع الحالة القصوى وحالة النفير العام.
من جهته قال مدير مكتب الإعلام بالقوات الخاصة الصاعقة رياض الشهيبي ،اليوم الجمعة ،إن القوات الخاصة تتقدم وتسيطر على عدة أماكن بعد منطقة الوشكة شرق مدينة مصراتة.وأوضح الشهيبي أن الوحدات العسكرية تحاصر الجماعات المسلحة بمحيط منطقة بوقرين بعد هجوم موسع شنته عليها، كما أشار إلى أن سرية مضادات الدروع قامت باستهداف ثلاث آليات، وتمكنت من إصابتها مباشرة غرب سرت.
وعززت قوات الجيش الوطني الليبي،من تقدمها صوب مدينة مصراتة الواقعة غرب البلاد،منذ الثلاثاء الماضي،حيث أعلن رئيس أركان القوات البحرية الليبية، فرج المهدوي، بدء تقدم قوات الجيش الليبي نحو مدينة مصراتة التي تسيطر عليها أقوى الميليشيات المسلّحة التابعة للوفاق وأكثرها عددا، وذلك بعد سيطرته، الاثنين، بالكامل على مدينة سرت الاستراتيجية.


وكان الجيش الليبي أحكم السيطرة مطلع الأسبوع على مدينة سرت الساحلية (450 كلم شرق طرابلس و250 كلم على مصراتة)، التي كانت تحت نفوذ "قوة حماية وتأمين سرت" التابعة لقوات الوفاق، بعد عملية عسكرية خاطفة ومفاجئة، وضعت الجيش وجهاً لوجه مع مدينة مصراتة ذات الثقل العسكري والسياسي وحتى الاقتصادي في الغرب الليبي.
وفي طرابلس،دخلت قوات الجيش الليبي،يواصل الجيش الليبي تقدمه في محاور القتال،حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، الجمعة، أن القوات المسلحة ،تتقدم في محور بوسليم وتُسيطر على مواقع جديدة ،كما قامت بأسر عدد من العناصر المسلّحة التابعة لقوات الوفاق ، كما قامت بغنم عدد من الآليات.
وجاء هذا التقدم،عقب سيطرة الجيش على أجزاء واسعة من  منطقة صلاح الدين من ضمنها جزيرة الشريف.كذلك نجحت قوات الجيش الوطني في إحراز تقدمات جديدة أبرزها قوة عمليات اجدابيا والتي سيطرت على مواقع جديدة في عين زارة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الوفاق استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.


كما تمكنت بعض الوحدات العسكرية التابعة للجيش من التقدم في محور صلاح الدين وأسر عناصر من المجموعات المسلحة، وبدورها نفذت قوة العمليات الخاصة - الحسم 01 التابعة للواء 106 مُجحفل التابعة للجيش لوطني الليبي، عملية نوعي بإسم الشهيد العقيد  فتحي بالعيد والتي تمت في الخطوط الخلفية لمجموعات الحشد المليشياوي في محور صلاح الدين،وقامت بغنم مُدّرعة تركية بعد مقتل من كانوا فيها.
ويأتي التراجع الكبير للقوات الموالية لحكومة الوفاق بالرغم من الدعم الكبير الذي تحضى به من تركيا التي تلقت صفعة قوية مع أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قواتها.ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مصادر مطلعة تأكيداتها مقتل ثلاثة جنود أتراك في ليبيا وإصابة ستة آخرين مما يجعلها أول خسائر تركية في العملية العسكرية بليبيا التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آواخر العام الماضي.


وقالت المصادر أن جثامين الجنود الأتراك وصلت مطار مصراتة، وأن طائرة تركية خاصة ستنقلها اليوم الجمعة إلى تركيا.وكشفت تغريدة على حساب تويتر في حساب الثورة الليبية باللغة الانكليزية عن وجود عدد من الجنود الأتراك الجرحى في مستشفى مدينة نالوت (270 كلم غرب طرابلس).بحسب ما أوردت الصحيفة.
وأعلن أردوغان الأحد الماضي أن قوات من الجيش التركي بدأت في التوجه إلى ليبيا، من أجل "التعاون وحفظ الاستقرار"، متجاهلا التحذيرات الدولية والإقليمية من عواقب التدخل الأجنبي في هذا البلد.وقال أردوغان في مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك"، إن "مهمة جنودنا هناك هي التنسيق (...) جنودنا ينتشرون تدريجا".على حد زعمه.


وحذر سياسيون أتراك من طورة ارسال قوات بلدهم الى ليبيا،ووصف أونال شفيكوز، من حزب الشعب الجمهوري العلماني، مشروع القانون البرلماني الذي يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحق في إرسال قوات إلى ليبيا بـ"الكارثة" المحتملة.وقال شفيكوز أمام البرلمان خلال النقاش، الخميس الماضي،"الحكومة على وشك وضع تركيا في خطر كبير بهذا القرار".
ودفعت تركيا بالعديد من المرتزقة الى ليبيا في محاولة لانقاذ حلفائها في طرابلس،وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد المرتزقة الموالين لتركيا في ليبيا إلى أكثر من  1250 بعد وصول أكثر من 250 مقاتل في الدفعة الأولى لـ"فيلق الشام" مؤكدا أن 2000 مقاتل آخرين يستعدون للانتقال إلى ليبيا.


وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في تصريح لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية"، إن المرصد علم"أن نحو 260 مقاتلا بينهم ضابط برتبة نقيب من الفصائل الموالية لتركيا، توجهوا ليل الثلاثاء إلى ليبيا للقتال إلى جانب صفوف قوات حكومة الوفاق المدعومة من جانب تركيا".وأضاف أن المصادر أكدت "أن المقاتلين جميعا من فصيل فيلق الشام وغالبيتهم من مهجري مدينة حمص، كما أنه يجري التجهيز لنقل 300 مقاتل من "يلق الشام بعد عدة أيام إلى ليبيا".
وعلى الرغم من ارساله لجنود بلاده والمرتزقة لتأجيج الصراع في طرابلس،سارع الرئيس التركي خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين،الأربعاء،للاتفاق على دعوة جميع الأطراف الليبية لإنهاء كل الأعمال القتالية فورا وإعلان وقف لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الأحد الموافق للـ12 من يناير.


دعوة سرعان ما رفضها الجيش الليبي معلنا مواصلة عملياته العسكرية حتى تحرير العاصمة طرابلس ممن وصفهم بـ "الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلّحة".وشدد المتحدث الرسمي للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في بيان مصوّر مساء الخميس على أن قوات الجيش الليبي، "ستستمر في حربها على المجموعات الإرهابية المصنّفة بقرارات من مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أنه "لا سبيل لإقامة الدولة المدنية إلاّ بالقضاء التام عليها".
كما أشار إلى أن " هذه المجموعات قد استولت على العاصمة طرابلس وتتلقى الدعم من بعض الدول والحكومات التي تزودها بمعدات عسكرية وذخائر وأسلحة مختلفة، فضلا عن الطائرات الهجومية المسيّرة، وتقوم بنقل أعداد كبيرة من الإرهابيين للقتال ضد الجيش الليبي".في اشارة واضحة الى تركيا.
ورغم ترحيبه بالمساعي الروسية لإحلال السلام وتقيق الاستقرار في ليبيا، أكدّ المسماري، أن "الحديث عن عملية سياسية فاعلة تؤدي إلى تشكيل حكومة تمتلك الإرادة والقدرة على إنفاذ قراراتها في كل ربوع البلاد، غير ممكن قبل حلّ المليشيات ونزع أسلحتها، الذي أصبح مطلبا وطنيا ودوليا، بشكل يقود لتنفيذ ترتيبات أمنية في العاصمة تنتج مشهدا أمنيا يمكن معه الدخول في عملية سياسية".
ويرى مراقبون أن أردوغان يحاول كسب الوقت عبر دعوات للتهدئة في ظل الخسائر الكبيرة التي مني بها حلفاؤه واقتراب سقوطهم،ويشير هؤلاء الى أن الرئيس التركي يسعى الى مزيد من ارسال المرتزقة والارهابيين الى ليبيا دعما للفوضى في البلاد والتي ستستمح باستمرار وجود المليشيات الموالية لأنرة والتي تمثل ذراعها الرئيسي لنهب ثروات البلد الغني بالنفط.
وشهدت المدن الليبية مظاهرات حاشدة ضد المحاولات التركية لغزو ليبيا كما تسارعت بيانات القبائل والمكونات الاجتماعية الى ضرورة توحيد الصفوف لصد الأطماع التركية وحلفائهم.واكد متابعون للشأن الليبي أن أغلب الليبيين باتوا على يقين أن الحل يكمن في دعم القوات المسلحة الليبية في بسط نفوذ الدولة، وتعميم الأمن والاستقرار في أرجائها، للانطلاق في تدشين فترة انتقالية تحكم سلطة حكومة وحدة وطنية.