قالت صحيفة التليجراف البريطانية نقلا عن خبراء عسكريين إن الجيوش الإفريقية غير قادرة على دحر مليشيات "بوكو حرام" المتطرفة، خاصة بعد ثبوت ذلك بهجوم "بوكو حرام" على قرى كاميرونية أمس الأحد وخطف 80 شخصا دون أن تصدهم قوات الجيش الكاميروني.

وأشارت الصحيفة في تقريرها أن اجتياح "بوكو حرام" لحدود الكاميرون الشمالية أماط اللثام عن مدى عجز الجيش الكاميروني الذي يبلغ عدد جنوده 12500 فقط، منهم 7 آلاف جندي تم توزيعهم لتأمين حدود البلاد الشمالية المخترقة من قبل "بوكو حرام".

وقالت "فيرجينيا كوميليو" مؤلفة كتاب "بوكو حرام: تنظيم نيجيريا الإسلامي المسلح" إن الجيش الكاميروني غير قادر على صد زحف مليشيات التنظيم المسلح، ويستدل على ذلك من تقبل الكاميرون مساعدات عسكرية لوجستية من جارتها تشاد لمجابهة تهديد "بوكو حرام".

وأضافت "كوميليو" أن ما يجب تنفيذه خلال الفترة القادمة خلق تحالف مكون من نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر لمواجهة التنظيم المسلح عسكريا، وهو أمر كانت كل من فرنسا وبريطانيا قد اقترحتاه من قبل.

وقالت "كوميليو" إنه نظرا إلى انتماء العديد من مليشيات "بوكو حرام" بما فيهم أميرها "أبو بكر شيخو" لمجموعة "كانوري" العرقية، التي تنتشر بين حدود نيجيريا والكاميرون، فهناك أطماع لدى التنظيم في السيطرة على شمال الكاميرون، ما يستوجب مواجهة عسكرية حاسمة من قبل قوات التحالف المذكور.

ويقول "بين بارى" الخبير في المعارك البرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الجيش النيجيري يفوق في تسليحه وعتاده تسليح "بوكو حرام"، لكنه بسبب انتشار الفساد بين صفوفه يبدو مترددا في مواجهة مليشيات التنظيم المسلح التي تسيطر على 20 ألف ميلا مربعا من مساحة نيجيريا.

وأضاف "بارى" لصحيفة التليجراف أن مليشيات "بوكو حرام" امتلكت خلال السنوات الأخيرة خبرة عميقة في المعارك البرية، ما سيصعب مهمة استئصالها من شمال نيجيريا، نظرا لضعف القوات الجوية لدى الكاميرون التي تمتلك 5 طائرات مقاتلة فقط، بينما تمتلك نيجيريا 54 طائرة مقاتلة، لم تستخدم بعد في استهداف مواقع تابعة لـ"بوكو حرام".