سلط أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، استشاري إعادة مؤسسة الهيكلة البرامجية، ومستشار الحقوق والتنمية ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية وحقوق الإنسان/ تونس، د.ميلاد الحراثي، الضوء على مصطلح دبلوماسية الكمامات (Mask Diplomacy) والذي انتشر مؤخرا مع ظهور جائحة وباء كورونا المستجد (كوفيد_19)، والذي اعتمدت عليه دولة الصين للرد على الاتهامات الموجهة إليها من دول الغرب.
وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان (الصين ودبلوماسية الكمامات بين سياسات القوة الناعمة والكود السياسي)، "من أهم المصطلحات السياسية الجديدة في تفاعلات السياسة الدولية اليوم، بفعل جائحة كرونا، دبلوماسية الكمامات (Mask Diplomacy) حيث صعود الصين بالدعم في أوروبا الشرقية، وذلك عندما هبطت أول شحنة صينية من المساعدة الطبية ضد فايروس كورونا في بلغراد، وفي اسبانيا، والجزائر، وايطاليا وايران، وفي المجر، فعلي سبيل المثال استقبل رئيس صربيا المساعدات الصينية وقٌبل العلم الصيني في مطاربلغراد، في حين المسؤولين لهذه الدول قللو من المساعدة التي قدمها الاتحاد الأوروبي، وأثنوا على مساعدة الصين".
وأضاف الحراثي، "جمهورية التشيك قالت أن الصين فقط كانت هناك أثناء انتشار الفيروس، وتستمر الدعوات والاتهامات للصين من الغرب بسبب سوء معالجتها للأزمة بسبب جر دوافع سياسية في حين كان الفيروس يتسابق عبر مقاطعة ووهان، وهي الآن تسعى إلى تغيير التصورات من خلال "دبلوماسية الأقنعة"، فهو مصطلح من ضمن مصطلحات السياسة الدولية اثناء جائحة القرن، مزيج من سياسة القوة الناعمة المُحنكة، ورسالة سياسية جديدة المحتوي من خلال توظيف القوة الناعمة، ورفضت الصين مزاعم بأنها تسعى لتحقيق مكاسب سياسية بتقديم المساعدات، وردت دبلوماسية الكمامات الصينية على حملات الغرب عليها انها مجرد تصورات خاطئة عميقة الجذور حول الصين المارد الاقتصادي، وهكذا يتم ابتكار العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تعكس حالة الزمان والمكان للسياسة الدولية".