استكمالا لسلسلة مقالاته حول تداعيات جائحة كورونا وانعكاساتها المستقبلية، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي، إلى أن إحدي الدول المتوسطية - لم يُسمّها - يرجح كونها إيطاليا، بعد أن اكتسحتها جائحة القرن، بادرت باتخاذ سياسات وصفها بـ "المفصلية" لمواجهة الانعكاسات والآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية، خلال العقد القادم.

وأوضح البروفيسور الحراثي، في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل "فيس بوك"، تمثّلت تلك السياسات في تبني مفاهيم وسياسات الأمن الغذائي الشمولي بدء من غذاء الطفل إلي الغذاء السكاني، وتبني مفاهيم وسياسات الأمن السيبراني  عن طريق الاستثمار في قطاع الاتصالات والمعلومات والتحول الرقمي للمجتمع، وتبني مفاهيم وسياسات الأمن البيولوجي بترقية الصناعات البيولوجية  والحيوية لضمان الخدمات الصحية الشاملة واستدامتها.

ورأى الحراثي، أن "هذا التوجه والاستباق يمثل نقلة نوعية وتحول في مفاهيم الأمن التقليدي إلي مفهوم واسع وأشمل، والتي تتضمن انحسار مفهوم الأمن الجمعي في استدعاء المستقبل من سياسات وإجراءات وقوانين بحيث تؤول إليها كل موارد الدولة لصالح أجيالها، وفق قوله.