قدمت الحركة الوطنية الشعبية الليبية التحية لجماهير الشعب الليبي، وقواه الحية، والأحرار في العالم، بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر 1969
وقالت الحركة في بيان اطلعت عليه بوابة إفريقيا الإخبارية إن ثورة الفاتح "بقيادة الشهيد البطل معمر القذافي ورفاقه الضباط الوحدويين الأحرار أنهت حقباً استعمارية سوداء مرت على الشعب الليبي من ظلم الأتراك، إلى جور الاستعمار الايطالي الاستيطاني الفاشستي، وعهد استعمار الحلفاء المستتر خلف نظام عميل، المحمي بالقواعد الأجنبية والمستوطنين الطليان، والذي يدار عبر سفارات الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية".
وأضافت الحركة "لقد أعلنت ثورة الفاتح عن انبلاجها ببيان تحرري وطني وقومي، حدد أهدافها ومبادئها في الحرية والاشتراكية والوحدة، وأطلقت معركة التحرر الوطني بطرد القواعد اﻻستعمارية والمستوطنين، وإقامة سلطة وطنية في ليبيا، والتحمت مع حركة النضال القومي لتمثل ليبيا رأس حربة في الكفاح الجدي لتحرير فلسطين والدعوة للوحدة العربية، ومدت يدها لحركة التحرر العالمي لتجعل من ليبيا قاعدة ومثابة لكل حركات التحرر ومقاومة العنصرية والاستعمار، وأطلقت مشروعا تنموياً عملاقاً حول ليبيا في سنين قليلة من دولة من أفقر عشر دول في العالم إلى دولة عصرية تتقدم إلى الأمام، فتوسعت قاعدة التعليم لتصل إلى كل الليبيين وانتشرت الخدمات المتطورة في كل القطاعات، فصارت ليبيا في مضمار الدول المتقدمة وفقا للتقارير الدولية".
وتابعت الحركة انه "نتيجة لسياسة ثورة الفاتح المناهضة للاستعمار والتدخل، سخرت الدول الامبريالية كل جهودها للإطاحة بها ونسجت عديد المؤامرات لتحقيق ذلك، فمنيت بالخيبة والفشل نتيجة حكمة وحنكة قيادة الثورة وبسبب الالتفاف الشعبي معها وحولها. وهو الأمر الذي اضطر الدول الامبريالية الاستعمارية إلى استخدام كل قوتها العسكرية والاقتصادية والإعلامية والدبلوماسية بتدخل عسكري للناتو عام 2011 هو الأكبر والأوسع بعد الحرب العالمية الثانية، ليدمر انجازات الشعب الليبي ويسقط ثورة الفاتح التاريخية والنظام الجماهيري القائم عليها".
وأردفت الحركة أنها تحيي هذه الذكرى وتستمطر "شآبيب الرحمة على الشهداء الأبطال الذين سقطوا دفاعا عن ليبيا وكرامة شعبها وفي مقدمتهم الشهيد القائد معمر القذافي والشهيد البطل أبوبكر يونس جابر، وكافة الشهداء من حركة الضباط الوحدويين الأحرار وأفراد القوات المسلحة العربية الليبية وأبناء الشعب الليبي الأبطال" .
وحيت الحركة "صمود وصبر الشعب الليبي واستمرار كفاحه الثوري لإسقاط المؤامرة التي أنتجت أشكالا سياسية صورية فاشلة تابعة وموجهة من الغرب، وحولت ليبيا إلى قاعدة للإرهاب، والجريمة، بإطلاق العنان لمجموعات ميليشياوية إرهابية ديدانها الخطف والقتل واستنزاف موارد الوطن الاقتصادية وتعطيل العمل والإنتاج وإعادة ليبيا إلى التخلف ووضعها على حافة الإفلاس والعازة والفقر، وفقدان الأمن والسلام، وسقطت كل القيم وانهارت كل المبادئ وانتكست حركة النضال ضد الإمبريالية العالمية".
وتابعت الحركة قائلة انها تمارس نضالها من أجل استعادة الوطن "وتحيي جهود القوات المسلحة العربية الليبية وتضحياتها في الدفاع عن ليبيا وتطهيرها من الإرهاب والجريمة وإعادة الأمل إلى الشعب الليبي في استعادة حياة حرة كريمة وتحقيق اﻻنتصار على المؤامرة وإسقاط المشروع الإخواني-الامبريالي في المنطقة".
وأعلنت الحركة "اعتزازها وفخرها بثورة الفاتح العظيمة وإيمانها بمبادئها الخالدة وعزمها على مواصلة النضال لتحرير الوطن من التدخل الأجنبي وتمكين الشعب من تقرير مصيره وتحديد خياراته" مؤكدة أن "ليبيا وطن لجميع الليبيين دون استثناء أو إقصاء، ولن يستطيع طرف مهما أوتى من القوة فرض إرادته على الليبيين، وتدعو إلى حل الأزمة الناتجة عن المؤامرة سلمياً بالحوار بين الليبيين، وتحقيق مصالحة حقيقية بينهم، والتوافق على مستقبل الوطن عبر تمكين الليبيين من تحقيق إرادتهم الحرة".
وشددت الحركة على رفض "أي دور للمليشيات الجهوية ومطالبتها بتسليم أسلحتها إلى القوات المسلحة العربية الليبية والأجهزة الأمنية" لافتة إلى "رفض محاولات الغرب فرض سلطة وصاية عبر مناورات سياسية واتفاقات جزئية".
وأكدت الحركة أن "الحل يكمن في بسط القوات المسلحة العربية للأمن في ربوع الوطن كافة ونزع أسلحة المليشيات والأفراد، وإقامة سلطة مؤقتة يتوافق عليها الليبيون هدفها إتاحة الفرص للشعب الليبي للاتفاق على آلية نظام الحكم وأدواته".
وطالبت الحركة "بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة الأسرى المعتقلين لدى سلطات لا تمتلك أي وجه حق لاحتجازهم" داعية "المجتمع الدولي للضغط على الأدوات التي مكنها من السيطرة على ليبيا للإسراع في ذلك وتحميلهم مسؤولية أمنهم وسلامتهم".
ودعت "الشعب الليبي والقوى السياسية كافة إلى ضرورة إحياء ذكرى ثورة الفاتح بما يليق بها من احترام وتقدير، وتمجيد قادتها ورموزها، لأنها صفحة وطنية بيضاء في تاريخ ليبيا كان مظلما في فترات طويلة".