دعا أستاذ العلوم السياسية ورئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا عبدالمنعم الحر الجزائر إلى لعب دور في ليبيا يليق بحجم الجزائر الدبلوماسي والاقتصادي والتاريخي.

وأضاف الحر في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية أن الجزائر من أول يوم استقلالها بنت سياستها الخارجية، على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

وأضاف الحر أن الجزائر كانت ضد التدخل الدولي في ليبيا، لعلمها القطعي بأن ما وراء ذلك خطير جدا على الشعب والجغرافيا والدولة الليبية ككل. كما أن القوى الوطنية الجزائرية اعترضت على الدور العسكري لفرنسا في ليبيا، والجزائر لم تسلم من لجأ إليها من أنصار النظام السابق، كما أنها لم تتاجر بالأزمة الليبية في المحافل الإقليمية والدولية، فهي دولة لم تكن طرفا في كل النزاعات المسلحة التي دارت رحاها لعقد من الزمن تقريبا.

وبين الحر أنه تم إعادة العلاقة الجزائرية الليبية رسميا في عهد رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان، لتبقى الجزائر على حيادها في التعامل مع كل الأطراف الداخلية.

وأردف الحر أن "الجزائر كدولة لا تمتهن الظهور ولعب الأدوار للفت الانتباه، بل أكثر من ذلك هي تترفع عن ذكر انجازاتها التاريخية التي حققتها للدول العربية ككل، أكان ذلك بخصوص الدعم المالي والسياسي لبعض القوى السياسية العربية، أو من خلال تسوية النزاعات المسلحة، وإطفاء نيران حروب اشتعلت أو كادت أن تشتعل .

وأضاف الحر أنه "يتوجب على الأطراف الليبية والقوى الإقليمية والدولية الراعية للملف الليبي والمشاركة فيه من جنيف ومرورا ببرلين والصخيرات، أن تعي جيدا بأنها أخطأت عند تهميشها للدور الجزائري الفعال، والحقيقة أن عين المراقب تقول أنهم لم يهمشوا الجزائر ولم يقصوها، وإنما همشّوا أنفسهم عنها وأقصوها. فالجزائر دولة مستقلة بقرارها قوية راسخة في اقليمها ".

وأشار الحر إلى أن قيام الجزائر بإصدار بيانات وحدها لا تكفي وإن كانت الجزائر تدرك  حجم الخطر الذي يتهددها بفعل تشظي الدولة الليبية وتشردم قادتها فعليها بالعمل والتحرك بشكل فعلي ومباشر على الملف الليبي، ذلك أن تداعيات الأزمة الليبية، لن تقع على قطر ولا على أي دولة من الدول غير ذات الحدود الواحدة مع ليبيا. بل على دول الجوار ولن تكون الجزائر بمنأى عنها .

وأردف الحر "لا أعتقد أن الجزائر ممن لا يرى المأزق حتى يقع فيه، ثم يشرع في البحث عن سبيل للخروج منه" وأضاف "بيانات التحذير والرفض التي تطلقها الدبلوماسية الجزائرية لن تجدي وهي غير كافية، وإذا وقعت الواقعة، حينها لن تدافع الجزائر عن السلام والمصالحة في ليبيا وإنما داخل أراضيها، وأخشى ساعتها أن تكون القدرة الجزائرية موجهة لحفظ أمن ذاتها، وتلك هي فاتورة تستوجب الدفع ممن لم يرى مسبقا حجم الخطر الذي يتهدده ".

ودعا الحر الجزائريين لتكثيف جهودهم وبذل المساعي الحميدة والوساطة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين للحفاظ على وحدة التراب الليبي .

وأعرب الحر عن تفهمه لضرورة الدعوة لدور للجزائر بهذه المرحلة خاصة، وأثنى على التذكير بقيمة هذا البلد ودوره المهم، وأضاف أن الجزائر دوما على استعداد وله كل القدرات لفك الألغام، ولكن قبل ذلك لابد من الاعتراف بأن الوضع الليبي يزيده تأزما وخطرا وتعقيدا وأشار إلى أن تجارة أنظمة عربية بعينها ، هي أغنى ما تكون عن فعل ذلك.