قال د. أعلية العلاني الأستاذ الجامعي و الخبير الدولي في الجماعات الإسلامية والإرهابية ، في حوار خاص مع بوابة إفريقيا الإخبارية  أن أمريكا صنفت تيار أنصار الشريعة في تونس و ليبيا كتيار إرهابي لمحاصرته ومنعه من تهديد الاستقرار و التيارات الليبرالية في البلدين إضافة الى توجيه تحذير الى هذا التيار المتواجد في سبعة بلدان أخرى،وردا عن سؤال حول كيفية تصرف الحكومة التونسية مع الجهاديين التونسيين العائدين من سوريا وغيرها قال د العلاني أن عدد هؤلاء يقارب من الألف ، وهم ينتمون الى تيارات موالية للقاعدة ومعروفة بدمويتها في تعاملها مع خصومها ، وهو ما يطرح على الحكومة الجديدة التفكير في تأهيلهم عبر مراجعات فكرية لدفعهم الى التخلي عن اعتماد العنف ومحاربة و تكفير السلطة القائمة

وفي ما يلي نص الحوار :

البوابة : قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف أنصار الشريعة كتيار إرهابي، ما هي تداعيات هذا القرار ودلالاته في هذه المرحلة في تونس و ليبيا ؟   

د.علاني :  تصنيف أنصار الشريعة في ليبيا و تونس كتيار إرهابي من طرف الولايات المتحدة له عدة دلالات و تداعيات

أولا : اقتناع أمريكا بان هذا التيار بدأ يتوسع و يشكل خطرا على المصالح الأمريكية خاصة و أن  له أجندا علنية و أخرى مخفية . الاجندا العلنية تتمثل في مقاومة التيارات المعادية للغرب مثلما كان يفعل العرب الأفغان أما الاجندا المخفية فهي دعم التيارات الجهادية و خاصة تلك التي ترتبط بالقاعدة  

ثانيا :تصنيف أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا في شمال إفريقيا فقط و ليس في اليمن و بلدان أخرى يدل على أن ذلك مقدمة لتحذير تيارات أنصار الشريعة في بلدان أخرى من مغبة المس المصالح الأمريكية أو الغربية و إلا فإنها ستصنف كتيارات إرهابية مثلما هو الشأن مع ليبيا و تونس و علما و أن أنصار الشريعة يوجدون في 7 دول عربية

تصنيف تيار أنصار الشريعة كتيار إرهابي في تونس هو مقدمة لإزالة مراكز التدريب التي أنشأت في الدول كمراكز لتجنيد الجهاديين الى سوريا أما وقد أصبح الموضوع السوري خاضعا للتفاوض و ليس للحرب فان بقاء مراكز التدريب هذه تصبح لا معنى لها وبداية محاصرة التيارات الجهادية في ليبيا بعد أن اتضحت العلاقة الوثيقة بين تيار الإسلام السياسي و التيار السلفي مما يعوق انتعاش التيارات الليبرالية و بداية التحضير لتركيز نواة من الجيش و الشرطة التي يتم تدريبها حاليا في الخارج و هذه النواة يجب أن تشتغل في ظروف جديدة تقتضي حل العديد من المليشيات التابعة للتيارات الدينية  و بالتالي فان تصنيف أنصار الشريعة كتيار إرهابي في ليبيا سيسهل مهمة إنشاء جيش و شرطة رسمية تخضع للدولة مباشرة و تكون قادرة على فرض الأمن و القانون .أما في تونس فان تصنيف تيار الشريعة كتيار إرهابي سيسمح بإزالة العقبات أمام الحوار الوطني و سيتيح  تركيز مؤسسات ديمقراطية بالبلاد كما انه سيجعل الانتخابات القادمة في تونس تدور في ظروف أفضل .

البوابة : تضاربت الأخبار و التصريحات حول إيقاف " أبو عياض " زعيم أنصار الشريعة في تونس وحول مكانه إيقافه و الجهات التي قامت بذلك ،فهل أوقف ابو عيا ض أم لا حسب رأيك ؟

د.علاني:مسالة إيقاف أبو عياض من عدمه ليست هامة فالهام لماذا تم الإعلان عن إيقافه قبل رأس السنة

أولا : و قبل تصنيفه كإرهابي من طرف الولايات المتحدة ثانيا فخبر إعلان عن إيقافه ادخل ارتباكا في صفوف أنصار الشريعة في تونس التي كانت تخطط لعمليات إرهابية بمناسبة رأس السنة وقد كان لهذا الخبر انعكاس ايجابي على الوضع الأمني في تونس أما في ليبيا فان الولايات المتحدة أصبحت لديها قناعة بتورط   أنصار الشريعة في مقتل السفير الأمريكي في بنغازي و في أحداث السفارة الأمريكية بتونس في سبتمبر 2012 و هو ما يجعل من المسالة قضية أمن قومي لا تستطيع أمريكا تجاهله و يحتمل أن يكون ابو عياض موقوفا لدى بعض المليشيات الليبية أو انه يكون تحت رقابتها و يمكن تسليمه مستقبلا بعد أن أصبح تنظيمه ملاحقا و موصوفا بالإرهاب

البوابة : لماذا تركز أمريكا و فرنسا على شمال إفريقيا ؟

د.علاني:يعود هذا التركيز الى مدى الأهمية التي تحتلها القارة الإفريقية لدى أوروبا و أمريكا فهي ما تزال قارة بكرا و من حيث الثروات المعدنية و البترولية و يعود التركيز على هذه القارة كذلك لقطع الطريق أمام الزحف الصيني المتعاظم في هذه القارة منذ سنوات طويلة كما أن ثروات النفط بالشرق الأوسط في طريقها للنفاذ بعد عقدين

البوابة : كيف سيتم التعامل مع الجهاديين التونسيين الموجودين  حاليا في الخارج ، وأساسا سوريا والذين يستعدون للرجوع الى البلاد   ؟

د.علاني:هناك حوالي ألف جهادي تونسي بالخارج متوزعين على سوريا و العراق و أفغانستان و مالي و حتى الشيشان لكن العدد الأكبر يوجد في سوريا.أولا و في منطقة المغرب العربي ثانيا ( مثل ليبيا ) و المزعج هو أن تواجد الجهاديين التونسيين في سوريا ليس ضمن المعارضة الليبرالية و إنما ضمن تيارات جهادية موالية للقاعدة مثل جبهة النصرة و داعش، و هي تيارات معروفة بمواقفها المتطرفة و بدمويتها في التعامل مع الخصوم، و لذلك فان المطلوب من الحكومة الجديدة  التفكير في برنامج تأهيل لهؤلاء الجهاديين و العائدين من ساحات القتال السورية و العراقية و أيضا العائدين من ليبيا و يتضمن برنامج التأهيل مراجعات فكرية يخضع لها هؤلاء العائدون و هي مراجعات تتم بمشاركة علماء دين و علماء اجتماع و علماء نفس و تنبثق عن هذه المراجعات نصوص تؤكد على ضرورة التخلي عن العنف و محاربة السلطة القائمة و يتضمن برنامج التأهيل مراقبة أمنية لهؤلاء العائدين لمدة من الزمن للتأكد من عدم انخراطهم مرة أخرى في العمل الجهادي

البوابة : ما هي دلالات التنسيق الجزائري التونسي الليبي في مجال الأمني في الفترة الأخيرة ؟

د.علاني:اعتقد أن عودة التنسيق بين الجزائر و تونس و ليبيا يتمحور حول تبادل المعلومات حول خريطة الانتشار للتيارات الإرهابية في هذه البلدان المغاربية منها معرفة السيرة الذاتية لعدد هام من الجهاديين الذين التحقوا بأنصار الشريعة بعد الربيع العربي ومعرفة الأهداف القريبة و البعيدة لرموز التيارات الجهادية و إستراتيجياتهم في إفريقيا.

واشنطن ترصد 10 ملايين دولار للايقاع  بقادة "أنصار الشريعة" في شمال افريقيا

كانت وزارة الخارجية الامريكية قد وضعت الاسبوع الماضي زعيم انصار الشريعة بتونس على لائحة الارهاب العالمي ورصدت مكافاة 10 ملايين دولار على موقع مكتب التحقيقات الفيدرالية لكل من يدلي بمعلومات تقود الى اعتقاله متهمة جماعته  في تونس "بالمشاركة في هجوم 14 سبتمبر 2012 ضد سفارة الولايات المتحدة ومدرسة أميركية في تونس"

و كشفت السفارة الأميركية بتونس في بيان، الجمعة الماضي ، عن تصنيف جماعة أنصار الشريعة بتونس منظمة إرهابية، واعتبار أميرها سيف الله بن حسين المعروف بأبي عياض "إرهابياً عالمياً"، كما أعلنت واشنطن عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن رؤوس التنظيم الكبيرة. وقال بيان السفارة إن وزارة الخارجية الأميركية أدرجت أنصار الشريعة على لائحة المنظمات الإرهابية، جنباً إلى جنب مع اثنين من مجموعات منفصلة في ليبيا، باعتبارها منظمة إرهابية أجنبية.وأضاف البيان أن هذه التصنيفات تعكس تصميم الولايات المتحدة على الحط من قدرة هذه المنظمات والأفراد على ارتكاب أعمال عنف بقطع تدفقاتها المالية.كما اتهمت السفارة في ذات البيان جماعة أنصار الشريعة في تونس "بالمشاركة في هجوم 14 سبتمبر 2012 ضد سفارة الولايات المتحدة ومدرسة أميركية في تونس".وأكدت السفارة أن "تونس والولايات المتحدة تواجهان عدواً مشتركاً في الإرهاب، كاشفة عن "تعزيز واشنطن مساعداتها الأمنية للحكومة التونسية في جهودها للتصدي للإرهاب، الأمر الذي يؤثر مباشرة في نمو والاستقرار والنمو الاقتصادي في تونس".