نشر موقع آي ويتنس نيوز الجنوب أفريقي اليوم الأحد تقريرا حول الأوضاع في مدينة القواليش محذرا من ما آلت إليه الأمورفي هذه المدينة. 

ونقل الموقع عن مفتاح محمد  أحد سكان المدينة الذي كان في حالة من الفزع عندما عاد إلى منزله في القواليش في غرب ليبيا بعد أن كان يتجول من مكان إلى آخر "لقد نهبت مدينتنا ودمرت البيوت وأحرقت أشجار الزيتون".

وكانت بلدة القواليش الواقعة على سفوح جبل نفوسة  على بعد 120 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة الليبية طرابلس، وقد دفعت ثمن دعمها للزعيم الليبي السابق معمر القذافي خلال الأحداث التي دعمها حلف شمال الأطلسي  الناتو عام 2011 والتي أنتهت بالإطاحة ومقتل القذافي.

وأصبحت المدينة  -التي كانت موطنا لما يقرب من 10الاف شخص- مسرحا للخراب ممتلئة  بالمنازل المدمرة  والمدارس المهدمة والمباني العامة الخربة خالية من أي خدمات عامة.

وأضاف محمد "كان ذلك في 6 يوليو 2011" عندما اضطر هو وأسرته كغيرهم من السكان الآخرين إلى الفرار من القواليش، موضحا أن "البقاء كان يعني الموت" في مواجهة الضربات الجوية التي يقوم بها حلف الناتو ضد قوات القذافي.

كذلك الخوف من الانتقام من جانب المجتمعات المجاورة التي وقفت إلى جانب المتمردين المنتصرين أبقاها  مدينة أشباح طوال السنوات السبع والنصف الماضية.

وفي مواجهة المرارة الراسخة في كثير من الأحيان والجوع للانتقام كانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تعمل من أجل المصالحة من خلال عودة مجتمعات النازحين إلى ديارهم قبل الحرب.

وقد تم تطهير الطريق للعودة إلى القواليش مع اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في عام 2015 بين ممثلي مدن جبل نفوسة التي جاءت مع وعود بتقديم مساعدات مالية، لكن محمد قال إن التعهدات بقيت حبرا على ورق بسبب تقاعس اللجان الحكومية المتعاقبة.

وقال عائد آخر آخر هو محمد بوقرة  -رجل في السبعينيات من عمره يستخدم العكازات- لقد "انهار" عندما شاهد منزله وقد أضرمت النار فيه.

المخاطر الصحية

وقال عمدة البلدة سعيد عامر إن السكان ما زالوا ينتظرون دفع تعويضات لإصلاح منازلهم، وأضاف  "بعض الأسر ليس لديها خيار سوى العيش في هذه المنازل المحترقة، وعدم إدراك المخاطر التي تهدد صحتها وصحة أطفالها".

وتقول البلدية إن العائلات قدمت 1600 طلب تعويض  ولم يتم تسوية أي منها.

وأعاقت المشاكل المالية في ليبيا إعادة الإعمار في بلدات مثل القواليش وفقاً لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والتي تدعمها الأمم المتحدةً.

وصرح يوسف جلالة  وزير النازحين في حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرا لها لوكالة أنباء فرانس برس "نحن بحاجة الى خطة تنمية وتمويل لاعادة الاعمار التي لا نملكها".

ألقى باللوم على المجتمع الدولي.

وقال جلالة  "وعد المجتمع الدولي في عدة مناسبات بالمساعدة في إعادة بناء المدن المدمرة ولكن لم يتحقق شيء".

وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة ، فإن النازحين في ليبيا يبلغ عددهم حوالي 187 ألف .

أثارت منظمة هيومن رايتس ووتش المهتمة بحقوق الإنسان هذا الأسبوع القلق بشأن مصير تاورغاء وهي بلدة في شمال شرق ليبيا وقفت أيضاً إلى جانب القذافي خلال الثورة.

وتقول إن معظم سكانها البالغ عددهم 48 ألف نسمة ما زالوا غير قادرين على العودة   بعد أكثر من سبع سنوات.

وأضافت المنظمة الحقوقية  "يجب على حكومة الوفاق الوطني أن تضع على وجه السرعة استراتيجية للعودة الآمنة إلى تاورغاء بما يضمن إعادة البناء والأمن".

وأوضحت هيومن رايتس ووتش "في حين لا يمكن لأي شيء عكس سبع سنوات من التشريد القسري، فإن مقياس المساءلة عن التسبب في العودة ومنعها لن يحقق العدالة لضحايا الانتهاكات الخطيرة ولا استعادة الكرامة فحسب ، بل يمكن أن يكون رادعاً لجرائم المستقبل أيضا".



*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة