قال وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب, إن ضلوع جهاز أجنبي في جريمة الإغتيال التي طالت محمد الزواري يوم 15 ديسمبر الجاري إمكانية واردة.

وأضاف المجدوب, في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين 19 ديسمبر 2016, أن التخطيط لإغتيال الزواري انطلق مع منتصف شهر جوان الفارط, مبينا أنه تم العثور على 5 ظروف من مسدس عيار 9 ملمتر في مسرح الجريمة أمام منزل الضحية.

وأضاف وزير الداخلية التونسي أنه تم العثور كذلك على سيارة ثانية في مكان غير بعيد عن مسرح الجريمة من نوع "رينو ترافيك" تحمل اثار دماء على مستوى باب السائق, بالإضافة إلى العثور على 3 ظروف وحقيبة تحمل مسدسين مزودان بكاتمي صوت وسائل استعمل في طمس البصمات الموجودة على السلاح.

كما كشف المجدوب أن الوحدات الأمنية تمكنت من العثور على سيارة من نوع "كيا بيكانو" وشرائح هواتف جوالة تابعة لشركة اتصالات تونسية. وأعقب بأنه تم تسوغ السيارات المستعملة في الجريمة بتاريخ 13 ديسمبر الجاري لفائدة فتاة قاطنة بمدينة زغوان, شمال شرق البلاد, تعمل لفائدة شركة إعلامية أجنبية.

وبين وزير الداخلية التونسي أن التحريات كشفت أن الفتاة كانت تبحر على موقع الإنترنت ووجدت عرض عمل في شركة إعلامية وتولت ارسال سيرتها الذاتية فتم الإتصال بها في شهر أوت الفارط وعرض عليها الإلتحاق بالعاصمة النمساوية فيينا لإجراء إختبار العمل الذي يهتم بإنتاج أفلام وثائقية تهم دول عربية, من بينها تونس, لفائدة قناة تلفزية ماليزية.

كما كشفت التحريات أن الشخص الأجنبي الذي اتصلت به الفتاة عبر الموقع الإلكتروني قدم لها شخصا ثانيا أجنبيا من أصول عربية وأعلمها أنه الشخص الذي ستتعامل معه في إطار هذه الشركة, وفق المصدر ذاته.

وأشار المجدوب إلى أن الفتاة تحولت بتاريخ 6 سبتمبر 2016 إلى العاصمة النمساوية فيينا بطلب من الشخص الأجنبي الذي أعلمها أن الشركة تعتزم إنجاز شريط وثائقي حول الطب والطيران وطلب منها ضرورة مقابلة محمد الزواري المعروف بتميزه في صناعة الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها دون طيار وعرض عليها مبلغ 100 يورو في اليوم لقاء إجراء هذا العمل الصحفي.

وكشف المجدوب أن الفتاة المذكورة قامت بالتصوير مع محمد الزواري, وأن الشخص الأجنبي من أصول عربية إستحسن عملها وأعطاها مكافأة مالية قيمتها ألفي أورو.

وبخصوص الصحفي بالقناة العاشرة الإسرائيلية الذي قام بتصوير ريبورتاج من مسرح الجريمة ومن أمام مبنى وزارة الداخلية التونسية, أوضح المجدوب أن صحفي القناة العاشرة الصهيونية أجرى تحقيقا في مسرح الجريمة, وكان يتحدث مع المواطنين باللغة الإنقليزية, مضيفا أن الصحفي المذكور دخل البلاد بهوية ألمانية, وتنقل من مطار تونس قرطاج الدولي إلى محافظة صفاقس بمساعدة أطراف تونسية.

ولفت المجدوب إلى أن إغتيال الزواري عملية معقدة و مركبة, موضحا أن وزارة الداخلية خاطرت بعقد مؤتمر صحفي اليوم حول هذا الملف, مؤكدا في الصدد ذاته على أن السيادة الوطنية التونسية قائمة ولا نقاش فيها, وأن مثل هذه العمليات يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم لأنها لا تحمل أي عنوان.

وبخصوص هوية الزواريي, قال وزير الداخلية التونسي إن المعلومات تفيد بأنه انتمى سنة 1989 إلى الحركات الإسلامية في تونس في إطار نشاطه التلمذي والسياسي وتعلقت به أحكام قضائية سنة 1991 على خلفية هذا النشاط.

وأوضح المجدوب أن الزواري قد تمتع بالعفو التشريعي العام إثر سقوط نظام بن علي في عام 2011, وأسس في سنة 2012 نادي طيران الجنوب. وتابع المجدوب بأن وزارة الداخلية ليس لها أي معطى حول إنتماء محمد الزواري إلى حركة حماس أو إلى كتائب عز الدين القسام, كما أنه لم يتم تسجيل أية تحركات مشبوهة له.

مسؤول أمني رفيع أكد من جهته خلال المؤتمر الصحفي أن عملية إطلاق النار على القتيل تمت من طرف شخصين ثبت من خلال روايات الشهود أنهما يتحدثان لغة أجنبية, مشيرا في الأثناء إلى أن عملية إغتيال الزواري تم التخطيط لها في بلدين أوروبيين.

يشار إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد إجتمع بوزير الداخلية الهادي المجدوب قبل إنعقاد المؤتمر الصحفي.

إلى ذلك, قرر قاضي التحقيق المتعهد بالتحقيق في قضية إغتيال محمد الزواري التخلي عن القضية لفائدة القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالمحكمة الإبتدائية بالعاصمة.