منذ أن وضعت العمليات العسكرية الكبرى أوزارها بسقوط طرابلس في قبضة ثوار 17 فبراير خريف العام 2011 و ليبيا تحولت مسرحا لعميلات خطف متتالية شملت قطاعات متنوعة من النشطاء المحليين و الأجانب ،بينهم العسكريون و رجال الأمن و الإعلاميون على مختلف توجهاتهم الفكرية بل وصل الأمر حد اختطاف رئيس المؤتمر الوطني نوري أبو سهمين و اقتياد رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان في ملابس النوم إلى مكان مجهول .
غير أن فئة أخرى تضررت ومازالت بالأوضاع الأمنية السائد في البلاد بالرغم من ترسانة القوانين و الأعراف الدولية التي من المفترض إن تحميها من بطش أمراء الحرب،ألا و هي الدبلوماسيون و العاملون في السلك الدبلوماسي من بعثات الدول و المنظمات الأممية و الإقليمية.
يونيو 2012 قام مسلحون جهاديون بالهجوم على مقر القنصلية التونسية ببنغازي احتجاجا على نشر لوحات بمعرض العبدلية بالمرسى تسيء إلى المقدسات الإسلامية،على حد تعبيرهم و لم يوقع الهجوم أي خسائر بشرية
أغسطس 2012 هددت جماعة أنصار الشريعة في بنغازي بذبح سفير بورما خلال مظاهرة لها مظاهرة لمساندة المسلمين في بورما و ما يتعرضون له و قال أحد المتحدثين باسم أنصار الشريعة إن الجماعة ستذبح السفير البورمي إن لم تتوقف عمليات الإبادة ضد المسلمين .
سبتمبر2012 مقتل السفير الأمريكي في بنغازي السفير ، جي كريستوفر ستيفنز و ثلاثة موظفين خلال الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي ونفذه مسلحون احتجاجاً على فيلم أميركي اعتبروه مسيئاً للإسلام،وأعلن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في بيان له حينها أن الهجوم جاء انتقاماً لمقتل الشيخ أبو يحيى الليبي، أحد قادتها في غارة جوية بطائرة من دون طيار في حزيران/يونيو الماضي2012.
يناير 2014 اختطاف الدبلوماسي الكوري الجنوبي هان سيوك الذي يعمل ممثلا تجاريا لبلده في ليبيا ،في العاصمة طرابلس على أيدي مجهولين كانوا يريدون الحصول على فدية مالية مقابل إطلاق سراحه،و قد تم تحريره بعد أسبوع كامل من التفاوض.
يناير 2014 اختطاف خمسة موظفين مصريين في السفارة المصرية بطرابلس من بينهم الملق الثقافي والملحق الإداري بالسفارة المصرية ،و جاء هذا الاختطاف ردا على اعتقال السلطات المصرية للرئيس السابق لغرفة ثوار ليبيا شعبان هدية، الملقب بـ"أبو عبيدة الزاوى" والمتهم بتفجير مبنى مديرية أمن القاهرة،و قد تم تحريرهم مع مفاوضات عسيرة، تم إطلاق سراحهم تزامناً مع قيام السلطات المصرية بالإفراج عن أبو عبيدة الزاوي
مارس 2014 أعلنت السلطات التونسية أن إن دبلوماسيا تونسيا خطف في العاصمة الليبية طرابلس،و قالت أن السفير التونسي في طرابلس أبلغ بالعثور على سيارة المختطف خاوية و أن المختطف هو محمد بالشيخ روحو ويعمل موظفا بالسفارة التونسية في طرابلس.
ابريل 2014 أعلنت الخارجية الليبية عن اختطاف السفير الأردني بطرابلس من قبل جماعة مسلحة وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان مجهولين قاموا بخطف السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان اليوم (الثلاثاء) في العاصمة طرابلس وأضاف سعيد الأسود ان "سيارتين بدون لوحات إحداهما بي ام دبليو يقودها مجهولون ملثمون هاجموا السفير وسائقه، واختطفوا السفير واقتادوه الى جهة غير معروفة".وأضاف ان "سائق السفير اصيب جراء الهجوم برصاصتين وهو متواجد في احد المستشفيات في طرابلس لتلقي العلاج"
و لا تزال ليبيا، تعاني من انفلات أمني واسع وموجة من الاغتيالات التي طالت مئات الأشخاص معظمهم من رجال الجيش والشرطة، إضافة إلى رجال الدين والسياسة والإعلام.وقد كرست أعمال العنف الأخيرة من الغضب الجماهيري ضد المليشيات في طرابلس، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الجماعات المتنافسة على الأراضي أو بسبب خصومات شخصية، وفي إطار ذلك تزايدت المطالبات الشعبية بضرورة رحيل المليشيات من العاصمة طرابلس وتسليم المدينة لقوات الجيش والشرطة. ويبدو إن الدولة الليبية فضلاً عن سيطرة المليشيات على مخازن السلاح التي فقدت الدولة السيطرة عليها بعد قتل القذافي، تحيط بها الأزمات وهو ما جعل الدولة تخضع لابتزاز المليشيات التي تتحكم في إنتاج النفط والاعتداء على الشخصيات العامة، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز صورة الدولة الليبية في الداخل والخارج.
وتبرز أعداد المجموعات المسلحة في ليبيا بمختلف انتماءاتها المناطقية والأيديولوجية حجم الكارثة، حيث يتواجد في وسط العاصمة طرابلس وحدها أكثر من 50 تشكيلاً مسلحاً تنتمي إلى عدة مناطق وقبائل، وبات من المعروف أن هذه المجموعات تملك أهدافا متعددة تشكل مشكلة أمنية كبيرة للسكان والحكام الجدد في ليبيا. وتراقب الدول المجاورة الوضع في ليبيا عن كثب بسبب المخاوف من انتقال العنف عبر الحدود غير المؤمنة، خاصة في ظل احتماء متشددين من تنظيم القاعدة في الصحاري الجنوبية التي لا تخضع لسيطرة طرابلس إلى حد كبير.