سلط أستاذ علم الفيروسات أ.د. إبراهيم الدغيس، الضوء على ملف احتمالية الإصابة أكثر من مرة بفيروس كورونا المستجد كوفيد _19. 

وقال الدغيس في ورقة تحليلية خص بوابة إفريقيا الإخبارية بنسخة منها، "البعض يتساءل هل مريض الكورونا والذي شفي من المرض يمكن أن يصاب بالفيروس مرة ثانية؟ هذا التساؤل مطروح بعد ما قرأنا بعض الأخبار والتي تفيد بأن هناك أناس شفوا من المرض في الصين وكوريا وأصيبوا مرة ثانية. في الوضع الطبيعي وبعد الشفاء من أي مرض تتكون لدى الجسم مناعة مكتسبة ضد المسبب المرضي بسبب تكون الأجسام المضادة والأهم هو تكوين الخلايا المناعية الذاكرة (Memory cells)... أحيانا نادرة قد تحدث عدوى بعد الشفاء بنفس المرض وهذا يفسر علميا بوجود سلالة فيروسية جديدة (New Strain) أو وجود نوع مصلي آخر للفيروس (Serotype) مع عدم وجود مناعة تصالبية بالجسم ضد هذه الأنواع (Cross protection)، أو أن الفيروس الأصلي حدثت به طفرة (Mutation) مما أدى لحدوث تغير في شكله ولم يتعرف عليه الجهاز المناعي. المرضى الذين شفوا من مرض الكورونا من المرجح عدم إصابتهم بالفيروس مرة أخرى، على الرغم من أن نتائج اختبارات الكشف عن فيروس الكورونا في كوريا كانت موجبة في أكثر من 260 مريض بعد الشفاء، مما أثار القلق من أن الفيروس قد يكون قادرا على إصابة الناس أكثر من مرة. لكن خبراء الأمراض المعدية يقولون إن هذا غير مرجح. وتفسير ذلك يكمن في إن الطريقة المستخدمة للكشف عن الفيروس التاجي هو اختبار (RT-PCR)، ومعروف أن هذا الاختبار يستطيع الكشف عن المادة الوراثية للفيروس (Genome) دون التمييز ما بين الفيروس النشط Active (الحي) وغير النشط In active (الميت)، بمعنى حتى لو العينة بها فيروس غير نشط أو بقايا المادة الوراثية لفيروس غير نشط فنتيجة الاختبار ستكون موجبة. وما نشر في كوريا الجنوبية هو نتيجة موجبة بسبب وجود بقايا الفيروس غير النشط (الميت) والذي يمكن أن يبقى في الجسم لفترة طويلة بعد أن يتعافى الشخص".

وتابع الدغيس، "يمكن التفريق بين وجود الفيروس النشط (الحي) وغير النشط (الميت) وذلك بالقيام بإكثار الفيروس في مزراع الأنسجة أو الخلايا (Cell-Tissue Culture) بالمعمل، فلو حدثت تكاثر للفيروس بمزارع الأنسجة فهذا يؤكد أن الفيروس المعزول نشط، ولو لم يحدث تكاثر للفيروس بمزارع الأنسجة فهذا يؤكد أن الفيروس غير نشط".