يمثل الدليل السياحي -كما يدل على ذلك الاسم- سفيرا لبلده لدى الوافدين من السياح الاجانب بكل اختلافاتهم و لغاتهم المتعددة و هو بذلك الواجهة الثقافية للبلد المضيف ومن القلائل الذين يثق فيهم السائح عند القدوم الى وجهته النهائية اثناء قضاء عطلته. 

الدليل السياحي اذن هو بطاقة تعريف البلاد و عنوانها و خارطتها  و ازاء ما يتمتع به من قدرة على تفكيك و تحليل و ابراز العناصر الثقافية و التاريخية و السياسية و الجغرافية و تقديمها للسائح بشكل مبسط و غالبا في قالب ترفيهي يكون الدليل السياحي الشخص المحمول على انه مدرك لكل شئ  وبادق التفاصيل و الخبايا و هو من منظور السائح الدليل و الدال.

وهو في نظر من لا يعرفه و في نظر اغلب الناس ذاك "البورجوازي"  الممتلئة جيوبه دولارات و اوروات و المزدان بيته بالهدايا و افخم العطور و اغلى انواع الكحول و اغلب ماركات الملابس العالمية .. الخ 

هذه الصورة النمطية و ان كانت متطابقة الى حد ما لما كان يتمتع به الدليل السياحي من ترف و بذخ و هيبة و هيئة  ما عادت اليوم تلك الصورة التي ترسخت ; بل ترهلت بفعل الزمن و بفعل الضربات الارهابية الموجعة التي تلقاها القطاع بعد الانتفاضة المباركة ذات ديسمبر .

قطاع من الهشاشة بمكان حتى مقال صحفي قادر على تركيعه و استنزافه و اغراقه في سيل من المشاكل اللامتناهية كالتي نعيشها اليوم .

لا احد يتكلم عن الادلاء السياحيين بعد الضربات الارهابية رغم انهم ضحايا محتملون , و ما حصل في باردو في مارس الماضي كان يمكن ان يصيب الادلاء و السياح على حد السواء . انهم يدفعون الفاتورة الاثقل في كل الاحوال و عددهم  الفين و نيف اغلبهم ادلاء عرضيون اما الاجراء ان و جدوا فهم يعدون على الاصابع و قد اصابهم ما اصابهم من تسريح و ايقاف عن العمل و خصم من الراتب بعد الثورة الديسمبرية المباركة ; تماما كما دفع اهل القطاع كل حسب موقعه المادي و الوظيفي ثمن ارهاب لا ناقة لنا و لا جمل فيه ; بل العكس نحن من تضرر اكثر و الصورة التي سوقناها ما عادت ناصعة و السياح الذين وثقوا بنا خذلناهم , و صرنا بعد العز في خسران مبين و مذلة يحسدنا عليها عدونا ..

الوعود التي حصل عليها اهل القطاع و العطايا تصل الي مستحقيها الكبار اصحاب المؤسسات الفندقية اولا و المسرحين من عملة النزل ثانيا ان هم حصلوا على ما يحفظ كرامتهم اما الادلاء السياحييون الذن ما طالبوا يوما بما يكفل كرامتهم فهم خارج حسابات الساسة و الوزارة السائحة ابدا مع "الواقف" 

اليس - و الحال تلك - من الانصاف الالتفات الى ما اضحى علية الادلاء السياحييون ام انه لابد من اغلاق الطرق و اشعال النيران حتى اذا بلغكم دخانها تيقنتم انه هنا بئر!!!

اذا كان لابد من الاهتمام بعملة النزل و مساعدتهم على الاستمرار و العمل على ضمان وظيفتهم فان الادلاء السياحيين لا يختلفون في شئ عنهم ;  فهؤلاء عملة فقدوا مواطن شغلهم و الادلاء فقدوا منذ الثورة ما بقي من مهنتهم و هيبتهم   فالانصاف ما كان يوما انتقائيا يا اولي الالباب .