ذكرت الكاتبة كارولين هولموند، في مقال صدر بتاريخ 13 يوليو 2014 على موقع إنترناشيونال بوليسي دايجست، أن ما يحدث في ليبيا حاليا لا يمثل فوزا للسياسة الخارجية الغربية، فالبلاد انقسمت حاليا إلى قسمين مع مطالبة المنطقة الشرقية ببرقة بالحكم الذاتي وفقدان الحكومة المركزية بطرابلس السيطرة على البلاد، في ظل انتشار الكتائب المسلحة.

وقد بدأ مؤخرا اللواء المتقاعد خليفة حفتر معركته الخاصة ضد الإسلاميين، والتي لن تنتهي حسب قوله حتى إلقاء أسلحتهم، في الأثناء، تنتشر مخيمات تدريب الجهاديين الليبيين وغيرهم استعدادا للصراعات القادمة، وما هو أسوأ من ذلك هو الحصار النفطي الذي علق الإنتاج الطاقي لليبيا لعدة أشهر.

مسار ليبيا

وبينت الكاتبة أن كل هذه التطورات تشير إلى أن الدولة الليبية بصدد تدمير نفسها، مع عدم وجود الكثير من الأطراف للمساعدة على وضع حد للمسار الكارثي للأحداث، وأبرزت أن الانتخابات التي أجريت في 25 يونيو الماضي، تهدف إلى تكوين مجلس نواب مؤلف من 200 نائب ليحل محل المؤتمر الوطني العام، وترى فيها الأمم المتحدة "مرحلة هامة على درب المسار الانتقالي الليبي"، ولكن هذه الانتخابات لم تكن مستقرة أو واعدة حيث لم يصوت فيها سوى 630 ألف ليبي.

واعتبرت الكاتبة أن الانتخابات تعتبر خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ولكن من المتوقع أن يتواصل التوتر وتتزايد الانقسامات، مع عزم الكتائب المسلحة والأطراف السياسية على السيطرة على بعضها البعض.

طريق وحيد

وأشارت الكاتبة إلى دعوة وزير الخارجية الليبية سابقا، محمد عبد العزيز، الذي تحدث عن حل عودة الملكية الدستورية، معتبرا أنها "الطريق الوحيد لليبيا لتبقى موحدة"، وهو نظام مشابه لبعض الديمقراطيات الحالية مثل بريطانيا واسبانيا، التي بإمكانها توحيد البلاد وإيقاف حمام الدماء وجلب كل الأطراف إلى طاولة واحدة.

واعتبرت الكاتبة أن الملكية الدستورية ستسمح لرمز البلاد، الملك، بان يتصرف كـ"مظلة سياسي" وأن يوحد مصالح الناس، في حين يسمح للبرلمان بتفعيل القوانين، وهي فكرة تحصلت على دعم البلدان المجاورة، خاصة الجزائر ومصر.

فيما يخص الغرب، أشارت الكاتبة إلى أنه يجب أن يكون حكيما بما فيه الكفاية لعدم ترك الدولة الليبية تنهار، فانعدام الاستقرار المتواصل وضعف الحكومة، إضافة إلى القتال بين الكتائب المسلحة المختلفة، أدى بليبيا إلى أن تصبح مرتعا للقوى الجهادية سواء المحلية أو الخارجية.

يجب على الغرب أن يغير نهجه بالتركيز على ليبيا لإنقاذها من الدكتاتورية، وأشارت الكاتبة إلى أن على الزعماء الغرب أن يتذكروا، وكما قالت المحامية الليبية الراحلة سلوى بوقعيقيص، "الحصول على الحرية لا يعني الوصول إلى الديمقراطية".