بدأ حلم مدغشقر، الجزيرة الكبيرة المطلة على المحيط الهادي في الانضمام إلى نادي الدول المنتجة للبترول يكبر شيئا فشيئا، بعد نحو 100 عام من أولى أعمال التنقيب عن الذهب الأسود بفضل التكنولوجيا الجديدة المستعملة من قبل كبرى الشركات.

وتنطلق عمليات التنقيب في المياه العميقة العام المقبل، بعد أن أكد التطور التكنولوجي أن مدغشقر ستنظم إلى نادي الدول المنتجة للبترول.

فبيانات الوكالة الأميركية لمعلومات الطاقة تضع مدغشقر في قائمة دول إنتاج البترول المستقبلية في القارة الأفريقية. وتقدر احتياطي موقع “تسيميرورو” بنحو 1.7 مليار برميل من الموارد النفطية القابلة للاستخراج، بحسب “مدغشقر أويل”، شركة التنقيب التي تستغل الموقع.

لكن جويلي لالاهاريساينا وزير الموارد الاستراتيجية في مدغشقر يرى أنه “ينبغي أن ننتظر قبل أن نؤكد أن الأمر سينجح”.

وتملك مدغشقر إلى جانب موقع تسيميرورو حقولا كبيرة من الرمال النفطية، حيث يحتوي موقع بيمولانغا في حوض مورونداف” المخصص إنتاجه للتصدير على 2 مليار برميل من البيتومين، بحسب الوكالة الأميركية لمعلومات الطاقة.

ويقدر معهد الدراسات الجيولوجية للولايات المتحدة حجم الموارد القابلة تقنيا للاستخراج التي تم اكتشافها في الحوض البحري لمورودافا بـ10.8 مليار برميل من البترول، و167 ألف مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

ولا تعتزم الحكومة تعميم عمليات التنقيب لتمتد إلى الجزر الصغيرة المتناثرة بجوارها والتي يعتقد أنها تزخر بالموارد كونها مازالت محل نزاع مع فرنسا.

وفي انتظار تسوية النزاع، تفضل السلطات تركيز جهودها على الجرف القاري جنوب البلاد حيث تشير البيانات إلى وجود النفط والغاز. وكان اكتشاف حقلي بيمولانغا وتسيمورورو في بداية القرن الماضي قد مثّل بارقة أمل لسكان الجزيرة الكبيرة، غير أن النتائج الفاشلة التي باءت بها جميع محاولات التنقيب أصابت الجميع بالإحباط.

يعلق لالاهاريساينا على ذلك قائلا: “في الماضي لم تكن كمية الإنتاج المتوقعة مجدية، ولكن الوضع تغير مع ارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى تقدم التكنولوجيا الجديدة التي تستعملها الشركات الكبرى”.

وبحسب “مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية” فإن عدد شركات النفط العاملة في مدغشقر بلغ 17 شركة تعمل في 20 منطقة، إضافة إلى 200 منطقة يجري إعدادها للاستغلال.

وكانت الأزمة السياسية التي شهدتها مدغشقر في 2009 قد تسببت في تعطيل عمليات التنقيب على النفط.

وتؤكد مارسال دان مديرة شركة “تولوي أويل” البريطانية إن “أكبر الشركات النفطية متواجدة في مدغشقر”.

وتعمل كل من مجموعة اكسون موبيل وويلتون بتروليوم وستيرلينغ انرجي وتوتالم سابيترو وتولوي أويل على مجموعة من المواقع النفطية التي يخصص إنتاجها للتسويق المحلي والتصدير.

وأعلنت مجموعة اكسون موبيل على جاهزيتها للقيام بأنشطة الاستغلال وإعداد التقييم البيئي للمواقع الأرضية ولعمليات التصدير.

وتنتظر الحكومة أن تنطلق عمليات الحفر في المياه العميقة بحلول العام المقبل، وهي تطمح لجعل قطاع الطاقة رأس حربة اقتصاد مدغشقر.

ويقول، حسب العرب، راجاونار يمامبيانينا رئيس مدغشقر إن موارد المناجم والنفط هي أبرز ثرواتنا التي ستضمن مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة، وهي رافد التنمية الاقتصادية المقبلة”.

ورغم أن مساهمة قطاع المناجم والطاقة في الناتج القومي الخام لمدغشقر لم يتجاوز 1.5 بالمئة خلال السنوات الماضية، فإن الحكومة تتوقع أن تصل تلك النسبة إلى 8 بالمئة بحلول سنة 2018.