يشرع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، في مشاورات سياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، باستقبال الأحزاب السياسية حسب ترتيب النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 12 جوان/يونيو الماضي.

ويستفتح الرئيس، لقاءاته باستقبال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، في حدود الـ11 صباحا، ليستقبل بعده ممثلين عن القوائم الحرة أصحاب المرتبة الثانية، لتليها بعد ذلك لقاءات مع باقي رؤساء التشكيلات التي أحرزت نتائج إيجابية، وفقا لترتيب النتائج المحصل عليها في الانتخابات.

وحسب تصريحات القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني نذير بولقرون، فإن الأمين العام للحزب أبو الفضل بعجي سيكون مرفوقا اليوم، بوفد مهم لدى لقائه برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمقر الرئاسة، وهي فرصة لمعرفة رؤية رئيس الجمهورية حول تشكيل الحكومة المقبلة والتحالفات المستقبلية داخل البرلمان.

و تشير التحركات الحزبية، الى أن التوجه العام حاليا يحوم حول تشكيل تحالف رئاسي يجمع أكبر عدد من الأحزاب السياسية بما فيها الأحرار داخل البرلمان، أما بالنسبة للحكومة المقبلة سوف يستمع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، لوجهة نظر رئيس الجمهورية حول تشكيلتها وبناء على ذلك يقدم الحزب اقتراحاته، مع العلم  أن الحزب متخندق في الصف الساعي لتقوية الجبهة الداخلية للبلاد بما يضمن المضي نحو التغيير الحقيقي الذي طالب به الشعب في حراك 22 فيفري 2019.

وبخصوص التحالفات داخل الغرفة السفلى للبرلمان، فإن حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الصدارة بـ 98 مقعدا في التشريعيات، يستعد لعقد تحالفات مع التيارات الوطنية التي تتقاطع معه في المنهج والخط، في حين أرجأت حركة مجتمع السلم البت في هذه الملفات إلى غاية استكمال المشاورات السياسية.

ويؤكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أن قضية تشكيل الحكومة سوف تناقش في اللقاء الذي سيجمعهم برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، صبيحة غد الأحد، مشيرا إلى أن حمس سبق لها أن دعت لتشكيل حكومة وطنية لها امتدادات سياسية واجتماعية موسعة، وهو البرنامج الذي رافعت لأجله الحركة في الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 جوان/يونيو الفارط.

ومن جانبه، يرى القيادي في حركة البناء الوطني احمد الدان، أن إطلاق رئيس الجمهورية لجولة مشاورات مع الفائزين في التشريعيات خطوة مهمة في إطار تسيير شؤون الدولة، مشيرا أن التعامل مع الطبقة السياسية بهذا الشكل هو فرصة لإحداث التغيير وتوسيع أبواب التشاور من أجل  إخراج الجزائر من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها منذ مدة، وحسب الدان فإن تشكيلة الحكومة المقبلة ستكون بمثابة اللبنة الفعلية نحو تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية، قائلا "نحن مع دعوة المقاطعين للانتخابات للمشاركة في المشاورات لأن الجزائر بحاجة إلى لم شملها"، وبخصوص مسألة التحالفات بالنسبة لحركة البناء فإن الظاهر حاليا أن هناك توجها نحو تشكيل أغلبية رئاسية والمشكل ليس في الشكل بل في المضمون الذي يراد أن يكون هدفه توافقيا من أجل إخراج البلاد من الأزمة.

في حين يقول القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي العربي صافي، أن حزبه معني بالمشاورات التي أطلقها الرئيس مع ممثلي الطبقة السياسية الفائزة في التشريعيات بحيث سيكون لهم لقاء معه صبيحة الغد الأحد المقبل بمقر رئاسة الجمهورية، وسيتم خلال ذلك الاستماع لوجهة نظر الرئيس حول جميع المسائل على غرار الحكومة المقبلة وشكل البرلمان، هذا الأخير الذي قال عنه إن حزبهم موقفه واضح، وهو مع الأغلبية الرئاسية التي تضمن استقرار المؤسسات، لأن الظرف السياسي الذي تمر به البلاد يحتاج إلى التفاف الجميع حول برنامج وطني يضمن الاستقرار.

نفس الاتجاه الذي ذهب إليه الممثل عن القائمة الحرة الحصن المتين ياسين مرزوقي، الذي قال إنهم كمنتخبين أحرار سوف يكون لهم لقاء مع رئيس الجمهورية في إطار جولة المشاورات مع الفائزين بهذه الانتخابات، مع العلم أن قضية التحالفات والحكومة  سبق أن فصل فيها الفائزون الأحرار من خلال تأكيدهم على دعمهم لبرنامج الرئيس مباشرة بعد الفوز في التشريعيات.