أشاد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، بنجاح نظيره الموريتاني والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي محمد ولد عبد العزيز في التوصل إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار بين الحكومة المركزية بباماكو والجماعات المسلحة الأزوادية، شمالي مالي.

جاءت الموافقة، في إطار عملية وساطة، قادها ولد عبد العزيز، برعاية "المينوسما" (قوات أممية لحفظ الاستقرار في مالي)، تمخّضت، بعد ساعات قليلة من المفاوضات، عن موافقة الجماعات الأزوادية الرئيسية في كيدال (الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية الأزوادية، أمس الجمعة، على وقف إطلاق النار.

وقال الرئيس المالي، في كلمة بثّها، مساء أمس الجمعة، التلفزيون الرسمي في مالي، إنّ "ولد عبد العزيز أظهر أنّه كان الأخ، وأنّنا لم نخطئ حين منحناه ثقتنا".

وتابع "حين دعوناه (ولد عبد العزيز) لبّى دعوتنا وجاء إلى كيدال، ليمضي في إقناع إخوتنا بأنّه لا بديل عن المفاوضات، وأنّ المعركة الوحيدة التي تستحق العناء هي الحوار والنضال من أجل إحلال السلام، لأنه بدون سلام لن تكون هناك تنمية"، لافتا أن "التزامه مثير للإعجاب وفي منتهى الصدق والصراحة".

وأعلن الرئيس الموريتاني، أمس الجمعة، على شاشة التلفزيون الرسمي المالي، أنّ "اتفاقا يمهّد الطريق لوقف إطلاق النار تمّ توقيعه بين مالي والمجموعات المسلحة الثلاث، ويشمل جملة من النقاط التي ستمكّن من تأمين المنطقة وتحديد أسس سلام دائم"، دون مزيد من الإيضاح حول نقاط الاتفاق.

وأوضح الرئيس الموريتاني أنّ "وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ فور التوقيع على الاتفاقية (أمس الجمعة)". ونشرت الأناضول، على لسان المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد، موسى آغ الطاهر، أن "اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته الحركات الأزوادية مع الحكومة المالية، يتكون من خمسة بنود أساسية".

ومضى القيادي الأزوادي قائلا، في تصريحات لوكالة الأناضول عبر الهاتف، تلك البنود هي: "وقف إطلاق النار فورا، والعودة إلى المفاوضات، وتشكيل لجنة دولية لحصر الانتهاكات وتحديد المسؤولين عنها، وتبادل الأسرى، وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية".

ومنذ السبت الماضي، شهد شمالي مالي، وتحديدا إقليم كيدال، مواجهات دموية  بين الجيش المالي والحركات الأزوادية الانفصالية، وذلك على خلفية اعتراض الأخيرة على زيارة قام بها رئيس الوزراء، موسي مارا، السبت الماضي، لكيدال.

وتواصلت المعارك عندما شن الجيش المالي هجوما الأربعاء الماضي لاستعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية التي احتلتها الجماعات المتمردة الأزوادية، لكن الأخيرة، وبمعاونة عناصر جهادية، تمكنت من صد الهجوم وإجبار الجيش على التراجع.

وأوقعت المواجهات بين الطرفين عشرات القتلى والجرحى، وخسر الجيش المالي بعض المواقع العسكرية في بلدة كيدال، بالإقليم، ومناطق قريبة منها، حسب الناطق باسم الحكومة، هاماي بابي، مساء الأربعاء الماضي.

وشهدت مالي انقلابًا عسكريًا في مارس/ آذار 2013، أطاح بالرئيس السابق أمادو توماني توري، بعد تمرد اندلع في كيدال، التي يتركز بها الأزواديون. وإثر انتشار الفوضى في الشمال، وسيطرة المجموعات المسلحة على "كيدال" و"تمبكتو" و"غاو"، شهدت مالي تدخلاً عسكريًا دوليًا بقيادة فرنسا وبمشاركة قوات من دول المنطقة.