استعرض رئيس موريتانيا، محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الجمعة، في خطاب أمام المشاركين في الدورة الثامنة للحوارات المتوسطية في روما، أبرز المحاور التي تتأسس عليها المقاربة الموريتانية لمواجهة التحديات الأمنية.

وأوضح الغزواني أن موريتانيا اعتمدت في مواجهتها للتحديات الأمنية، استراتيجية متكاملة تتركز في الأساس على جملة من المحاور تشمل الرفع من مستوى القدرات العملياتية للجيش وتعزيز الترسانة القانونية المتعلقة بالجرائم الإرهابية وتجفيف مصادر تمويل النشاط الإرهابي ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الموريتانية لمواجهة الإرهاب لم تقتصر على البعد العسكري والتنموي فحسب، بل شملت كذلك بعدا فكريا تمثل في إشاعة ثقافة السلام والمحبة ونشر قيم الدين الإسلامي الحنيف من تسامح ووساطة وإخاء، مع الحرص على تصحيح الانحرافات الفكرية والعقدية عبر تنظيم حوارات بين العلماء والشباب المغرر بهم لإعادتهم إلى جادة الصواب.

وخلص إلى أن الأمن لم يعد في هذه الأيام محصورا في مجرد الدفاع عن الحوزة الترابية، بل صار يشمل أكثر من ذلك صون اللحمة الاجتماعية وأمن الأفراد والمجموعات في وجه التطرف والإرهاب، وكذلك نشر قيم التسامح والانفتاح والعدل التي هي في الأصل كنه الأديان السماوية وجوهرها. 

وأضاف أن الأمن بحكم عمق الترابط والتأثير المتبادل بين مختلف الدول لم يعد كذلك أمرا تسيره كل دولة بمنعزل تام عن الآخرين بل صار شأنا جماعيا دوليا، ولن يتأتى السلام الدائم إلا في ظل أمن الجميع وفي كنف تنمية شاملة مستديمة.