دعا أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية مصطفى الزائدي، المثقفين الليبيين بكل توجهاتهم واختلافاتهم إلى فتح حوار جاد في ملف الهوية الليبية واللغة.

وقال الزائدي، في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "في الهوية واللغة في أهم أسس الوحدة الوطنية ..وحدة اللغة الوطنية، لم يدعوننا نحن وشأننا، في ليبيا لم يذكر التاريخ المسجل أو المروى شعبيا، صراعا عرقيا ولا صراعا مذهبيا ولا خلافا على اللغة، وهذا سر الحفاظ عليها بلدا موحدا في مواجهة موجات عاتية من الهجومات المعادية لقرون عديدة ، ولم تشهد ليبيا سوى نزاعات قبلية محدودة في أغلب الأحيان أطرافها وتحالفاتها لم تكن أبدا على أسس أثنية ولا لغوية، في الغرب حيث يعيش الأمازيغ في الجبل وزوارة، لم يسجل التاريخ، إلا التعايش والانسجام والاندماج، عديد مدن الجبل مقسومة بين قبائل عربية وأمازيغية، الصراع القبلي كان دائما بين قبائل عربية سواء في الجبل أو الوسط، والأمثلة معروفة للجميع، عند مواجهة الأسبان والترك والطليان كان الجميع يقاتلون تحت قيادات لم يهتموا لانتمائها القبلي من غومة المحمودي إلى الباروني وبن عسكر، حاول الطليان والفرنسيين إثارة صراع عربي امازيغي من آجل تسهيل مهمة استعمارهم لليبيا ولبقية دول المغرب العربي لكنهم فشلوا، وسقطت فكرة الظهير البربري بفضل وعى وحصافة الآباء والأجداد".

وتابع الزائدي، "اليوم يتبنى الغرب نفس المشروع، في محاولة للتأسيس لصراع اثني ولغوي في المنطقة التي يتحدث كل سكانها بالعربية على قدر واحد من الفهم والإتقان، فرنسا أسست مراكز معلومة لهذا الغرض ولم تبخل بالدعاية ولا التمويل ، وهذه ليست نظرية مؤامرة فالوثائق متاحة للجميع، السؤال البديهي ، في فرنسا عديد اللغات المحلية التي تتحدث بها إثنيات كبيرة من حيث الحجم السكاني ، فلماذا لم تعتبر لغات وطنية ثانية آو ثالثه ؟؟ ربما من أهمها الباسكية، الكورسيكية والبريتانية والكاثالونية إلى أخر القائمة التي تضم أكثر من خمسة عشرة لغة محلية عدا لغات المهاجرين، كل تلك اللغات رغم قدمها وهوية المتحدثين بها الاثنية تعتبر لهجات محلية ثراتية ، لا تدرس في المدارس ولم تفتح لها القنوات الفضائية ولا تستخدم في معاملات الدولة، لماذا يا تري، لان الفرنسيون يرون في اللغة الوطنية الواحدة أساس لحماية الدولة الوطنية الموحدة، حال فرنسا لا يختلف عن حال بريطانيا والمانيا وامريكيا وغيرها من الدول الاستعمارية الكبيرة، هم يعملون على تقنيتنا وإضعافنا ، بالترويج لمشاريع تفتيتية وتغذية النزعات المذهبية والقبلية !! هذا هو جوهر الربيع العربي في شقه التأمري !! اللغة العربية لغة القران ورابع أو ثالث لغة من حيث عدد الناطقين بها في العالم والتي يتحدث بها جميع القاطنين بالمنطقة، وهي من أهم مقومات وحدة الدول بها !! أدعو المثقفين بكل توجهاتهم واختلافاتهم إلى الحوار الجاد في هذا الأمر الذي يبدو ثانويا وبسيطا لكنه من أخطر جوانب المؤامرة التي سببت في معاناتنا وتهدد مستقبلنا جميعا آيا كانت قبائلنا أو أوصولنا الإثنية أو لهجاتنا المحلية".