دعا الأمين العام للمكتب التنفيذي للحركة الشعبية الوطنية الليبية مصطفى الزائدي، جميع الأطراف الليبية إلى حوار يفضى إلى قيام خط وطني يتبنى عمل ثقافي وسياسي منسق ومتفق عليه لاستعادة الوطن وإنقاذه من براثن الفوضى والإرهاب والعبث الأجنبي.
وقال الزائدي -في تصريح صحفي خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منه- "تنهال العرائض التي تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في فساد المؤسسات الصورية في ليبيا، فصار الخصم حكما، وصارت السيادة الوطنية جزأ من التاريخ، ولولا رجال صدقوا ما عاهدو الوطن عليه، في القوات المسلحة وأجهزة الأمن لكانت ليبيا دويلات مثل دويلات الخليج، أعلام وأناشيد وبضع مترفين،ولتحولت صحراؤنا إلى قواعد بعدد وحجم الدول الكبرى التي تُختصر فيها الأمم المتحدة، السؤال المهم هل يمكن أن ننظر في المشاكل التي تجتاحنا كالتسونامي مجزأة ؟؟ أم علينا البحث في الأسباب الحقيقية وطرق علاجها؟؟ البلد تتدهور إضطراديا، وأثار انهيارات القطاعات كافة تعمق الأزمة، حيث دخلنا جميعا الحلقة المفرغة، فكل مرتبط ببعض!!، إلقاء اللوم والتبعات على أفراد بأسمائهم، سيان اتفقنا معهم أو اختلفنا لا يعني أن التشخيص صائب، والدليل كثير من المواقع المتأزمة تغيرت قياداتها، فلن تعالج المشاكل فقط بتغيير الأفراد، هذا لا يعني تبرئة على بياض، للمسؤولين الحاليين من التسبب فيما نحن فيه".
وتابع الزائدي، "للأسف في تقييمي إن الأوضاع ستزداد تعقيدا، ليس من باب التشاؤم، فلا يمكن للسياسيين أن يبنوا مواقفهم على التفاؤل أو التشاؤم !! بل على معطيات الواقع، ولا بديل عن القوى الوطنية الليبية مهما تعددت خلفياتها وتباينت مواقفها، عن الحوار الجدي في سبيل إخراج الوطن من محنته واستعادة ليبيا دولة واحدة مستقلة ، من شروطه التوافق على ثوابت وطنية، والتحلي بالشجاعة والإقدام على إجراءات عملية تلغي كل الترتيبات الذي وضعت ونفذت بعد فبراير، بما فيها الترتيبات الدستورية المعيبة والقوانين الإقصائية، والاعتقالات الغير مبررة قانونيا ولا سياسيا ولا أخلاقيا، الفساد والنهب ليست ظواهر منعزلة، ليصار إلى معالجتها بالبحث في تحقيقات دولية، وينتظر حلها من أملاءات خارجية، معها أزمة الكهرباء، وأزمة سيولة، وأزمة الأمن وأزمة الخدمات الصحية وأزمة الوقود وأزمة المواصلات وأزمة النقل وأزمة القمامة إلى أخر القائمة، بلادنا تدار للأسف من موظفين صغار في سفارات دول أجنبية، وهي ساحة عمل مفتوحة لأجهزة استخبارات كل دول العالم صغيرها وكبيرها".
واختتم الزائدي حديثه قائلا "أنا بوضوح وبصراحة أدعو إلى نقاش يفضى إلى قيام خط وطني يتبنى عمل ثقافي وسياسي منسق ومتفق عليه لاستعادة الوطن وإنقاذه من براثن الفوضى والإرهاب والعبث الأجنبي، بعيدا عن الاختلافات والصراعات حول الماضي، والتقييمات القبلية الغير موضوعية في كثير الأحيان، وبعيدا عن سياسة من ليس معي فهو عدوي، وبعيدا عن سياسة التمحور الهدامة والتكتيكات الساذجة، لأننا جميعا في خسران مبين، والله من وراء القصد".