مع انطلاق حملته الانتخابية كمرشح لرئاسة تونس، غرة الشهر الحالي، تعددت تصريحات رئيس حزب نداء، تونس الباجي قائد السبسي، التي كشف فيها عن رؤيته لملامح سياسة تونس الخارجية المستقبلية، وهي الرؤية التي تستند أساسا إلى على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ففي قراءته للعلاقات الخارجية التونسية مع مصر، أكد السبسي في تصريحاته لجريدة "الشروق المصرية" (الصادر بتاريخ 9 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري) تعقيبا على طبيعة العلاقات الحالية بين البلدين، التي شهدت توترا عقب الإطاحة بمحمد مرسي في 2013، إن ''أهل مكة أدرى بشعابها، وعلى الشعب المصري وحده أن يحدد من يمثله، وعلى العالم الخارجي احترام خيارات شعوب المنطقة والتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ونحن سواء في نداء تونس أو في حال تولينا الرئاسة نحترم خيارات الشعب المصري، ونرفض أي تدخل في شؤونها الداخلية" .

وبموازاة هذا التصريح الدبلوماسي، تحدث السبسي عن ضرورة وضع خطة اقليمية مع مصر والجزائر ودول اخرى لمعالجة الوضع في ليبيا، وهو موقف يقترب كثيرا من موقف القاهرة. ودعا بخصوص الوضع الأمني مع ليبيا وتسلل الإرهابيين لتونس وكذلك شحن السلاح، إلى ضرورة بلورة خطة إقليميية يجتمع حولها دول المنطقة والدول الأوروبية .وقال الباجي للتلفزيون الوطني (في برنامج شكرا على الحضور في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري) في ذات السياق "هناك ضرورة لخطة إقليمية مع مصر وليبيا والنيجر ومالي والجزائر والدول العظمى التي تعاون بالدعم المادي لمقاومة الإرهاب ".
ويتابع في معرض حديثه عن ليبيا " سنعمل على أن لا يتسرب السلاح من ليبيا إلى تونس بحفظ الحدود وان تسرب شيئ فالخطأ منا وليس منهم".

وعن قضية تنظيم "داعش"، نقلت "الشروق" التونسية أمس الخميس عن السبسي تحذيره من "خطورة العناصر الارهابية التي تقاتل في سوريا وستعود الى تونس، مضيفا: "لا يمكن مقاومة «داعش» بشعب «داهش»"، أي في حالة دهشة، في إشارة إلى أهمية توعية الجماهير بخطر هذا التنظيم.

ولم يفت الباجي أن يذكر بعمق الروابط الاقتصادية مع أوروبا مشيرا في سياق تصريحاته إلى "أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مهمة جدا لنا لأن 80 بالمائة من مبادلاتنا معه ولا يمكن أن نتجاهلها".

وبحسب السبسي فإن هناك نقاطا مهما في سياسيته الخارجية تتمحور أساسا حول هوية تونس فهي "دولة عربية إسلامية مغاربية متوسطية وهذه أبعاد تحكم للسياسة الخارجية لتونس، القرار الخارجي يكون دائما المعادلة بين هذه الضوابط "، وفقا لما أدلى به للتلفزيون الوطني التونسي مؤخرا.

وإجمالا يوضح السبسي فلسفة سياسته الخارجية من منظور واقعي فيقول: "لا يجب أن نأخذ قرارات ترجع على وجوهنا (بمعنى نفشل فيها) ولا يجب أن نأخذ مواقف اعتباطية أكبر من حجمنا".

وكان الباجي قائد السبي قد شغل في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، منصب وزير الشؤون الخارجية لمدة 5 سنوات إنتهت سنة 1987، مع وصول الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي للحكم، كما نشطت زياراته الخارجية لدول كالولايات المتحدة الأمريكية ودول خليجية ومغاربية طيلة ترأسه للحكومة التونسية في 2011.