أجرت مجلة  "صوت العرب" مقابلة مع السفير الليبي لدى إندونيسيا الصادق بن صادق، تحدث فيها عن عدد  من المواضيع وقال إن ليبيا على مفترق طرق، وأنه يأمل "أن يتحقق الوفاق الليبي على الأرض، وأن يكون ذلك نهاية لحقبة من الصراع والنزاع والفلتنان الأمني، آن الأوان أن ينعم المواطن الليبي بالأمن والأمان، والسلم الحقيقي."

وجاء في نص الحوار:

سعادة السفير، شاركتم اليوم في أعمال القمة الإسلامية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي حول القضية الفلسطينية والقدس الشريف، ما هي المواضيع التي تم مناقشتها في هذه القمة الاستثنائية؟ وما هي أهم البنود التي نص عليها البيان الختامي؟

تناولت القمة التي عقدت تحت عنوان "الاتحاد من أجل الحل العادل" قضايا عدة أبرزها تطورات الأوضاع في القدس المحتلة والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال تمرير مخططات تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً وسعي الاحتلال لتغيير الواقع الديموغرافي لمدينة القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية. أما بالنسبة لأهم البنود التي نص عليها البيان الختامي فهو ضرورة توحيد الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، والعمل على حماية قدسية ومكانة الأقصى الشريف، ودعم المقدسيين وعامة الفلسطينيين.

هل تعتقد أنه في ظل المستجدات الدولية والتقلبات السياسية في المنطقة، مازالت القضية الفلسطينية تحتل مكانة متقدمة في الوجدان العربي والإسلامي؟

باعتقادي يجب ألا تصرفنا الأحداث في العالمين العربي والإسلامي، وما يشوبهما من إرهاب وتطرف، عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، ويؤكد ذلك إعلان القمة الذي دعا إلى التزام وتوحد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وراء القضية الفلسطينية، وهذا من شأنه أن يقدم جهداً قوياً ومتماسكاً نحو الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، ولكن بالتأكيد ذلك لن يتحقق إلا من خلال وحدة صف الشعب الفلسطيني. 

هل تم عقد مباحثات ثنائية بين الوفود المشاركة على هامش أعمال القمة؟ وما هي أبرز الملفات التي تم مناقشتها غير الملف الفلسطيني؟

على المستوى الليبي التقى رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بالإضافة إلى الرئيس السوداني عمر البشير. وتركزت النقاشات حول دعم حكومة الوفاق الوطني في بناء مؤسسات الدولة الليبية، العسكرية والأمنية والمدنية، ومدها بالخبرات وتسهيل الحصول على كل الأدوات اللازمة في كافة المجالات لمحاربة الإرهاب.

كما التقى عدد من وزراء الخارجية العرب المشاركين في القمة. وتمت خلال اللقاءات مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، بالإضافة إلى مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كيف تنظرون إلى مستقبل ليبيا في ظل تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وإلى أي حد يمكن أن تحظى حكومة الوفاق الليبية باعتراف الليبيين؟

ليبيا على مفترق طرق، آمل أن يتحقق الوفاق الليبي على الأرض، وأن يكون ذلك نهاية لحقبة من الصراع والنزاع والفلتنان الأمني، آن الأوان أن ينعم المواطن الليبي بالأمن والأمان، والسلم الحقيقي، فما شهدته ليبيا خلال السنوات الماضية أدى إلى تشتت الليبيين داخل وخارج ليبيا، كما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة، وزيادة العنف، وسفك المزيد من الدماء، اليوم ليبيا بأمس الحاجة إلى الأمن والسلم الأهلي، والتوافق الحقيقي الذي من خلاله فقط نستطيع بناء دولتنا الواحدة الموحدة.

كلمة توجهونها عبر صفحات صوت العرب للجالية العربية عموماً في الصين والليبية خصوصاً..

أتوجه عبر مجلتكم الموقرة بالتحية إلى أشقائنا العرب في الصين ونتمنى لهم حياة سعيدة وعودة ميمونة إلى أوطانهم وهي في أفضل حال، يعمها الأمن والاستقرار، وإلى أبنائنا الليبيين، نتمنى أن يحمل هذا العام بشرى سارة لهم، وأن تكون عودتهم إلى ديارهم قريبة، لأن ليبيا تحتاج إليهم في مرحلة البناء القادمة بإذن الله.