دعا عبد الفتاح السيسي المرشح في الانتخابات الرئاسية المصرية، اليوم الثلاثاء، قطر “ألا تخسر الشعب المصري أكثر من ذلك”، في الوقت الذي كشف فيه عن أن السعودية ستكون أول دولة يزورها حال فوزه برئاسة مصر.

ووجه السيسي وزير الدفاع السابق، في الجزء الثاني من أول حوار تلفزيوني يجريه بعد إعلانه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة 26، و27 مايو/ آيار الجاري رسائل لكل من السعودية والإمارات والكويت وقطر .

وفي رده على الرسالة التي يوجهها لقطر، التي تتهمها السلطات الحالية في مصر بدعم الإخوان المسلمين قال السيسي “أقول لقطر ما تخسروش (لا تخسروا) الشعب المصري أكثر من كدا (ذلك)”.

وتابع :”القطاع الأكبر من الشعب متألم من قطر وحماس لدرجة غير مسبوقة”.

ويخيم الفتور، وأحيانا التوتر، على العلاقات بين الدوحة والقاهرة منذ أن أطاح قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى سياسية ودينية، بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، والذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع قطر.

وكان وزير الخارجية القطري خالد العطية قال في تصريحات صحفية بالكويت في 23 إبريل/ نيسان الماضي، في رده عن رؤية قطر للاوضاع بمصر: “لا استطيع أن أقيم الوضع لكن كل ما أتمناه ان تنهض مصر على كل المستويات لما لها من أهمية قصوى لنا جميعا في الوطن العربي”.

وردا على سؤال حول مستقبل العلاقات المصرية القطرية في حال فوز المرشح للرئاسة المصرية عبدالفتاح السيسي ، قال العطية وقتها “إن قطر ما زالت وستبقى تدعم خيارات الشعب المصري” ، مؤكدا على “أن قطر لن تخرج عن هذا النهج”.

وعلى صعيد العلاقات مع دول الخليج، كشف السيسي أن السعودية ستكون أول دولة يزورها حال فوزه بالرئاسة.

وأشاد السيسي بالدعم العربي الذي تم تقديمه لمصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي تجاوز 20 مليار دولار.

وقال “ما قدمه الأشقاء العرب لمصر كثير وما سيتم تقديمه مهم وكثير”.

واستطرد “أثق في الأشقاء العرب وأثق في عروبتهم ووطنيتهم وإخلاصهم وحكمتهم وفهمهم للواقع الجديد في المنطقة”.

وتقدم السيسي بخالص الشكر للملك عبد الله؛ ملك السعودية “كبير العرب” (على حد وصفه)، وذلك “لمساندته لمصر خلال الفترة الماضية”، مطالبًا السعوديين بـ”الحفاظ على بلدهم من أهل الشر” (دون أن يوضح من هم أهل الشر).

كما قدم الشكر للإمارات، ووجه رسالة للإماراتيين قائلا لهم “خلي بالكم من بلدكم (انتبهوا وحافظوا على بلدكم)”.

وفي كلمة للكويت، قال “أقول للكويت نحن أشقاء وانتم كنتم في محنة (في إشارة للغزو العراقي للكويت) ونحن في محنة حقيقية”.

والإمارات والسعودية والكويت من أوائل الدول، التي أعلنت بشكل فوري تأييدها للسلطة الجديدة في مصر، بعد عزل مرسي في يوليو/تموز الماضي.

وبعد أحداث 30 يونيو 2013،  سارعت الدول الخليجية بالإعلان عن تقديم مساعدات لمصر بلغت قيمتها 15.9 مليار دولار ، منها، 6.9 مليار دولار من الإمارات، و 5 مليارات دولار من السعودية، و4 مليارات دولار من الكويت.

ولم يوضح السيسي تفاصيل الـ20 مليار دولار التي تلقتها مصر من الدول العربية، ولم يبين ما إذا كانت أيا من الدول الخليجية زادت من دعمها المعلن بشكل رسمي أم لا.

أعلن وزراء خارجية دول الخليج، في 17 أبريل/ نيسان الجاري، موافقة دولهم على آلية تنفيذ وثيقة الرياض.

ووثيقة الرياض هي اتفاق مبرم في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في الرياض ووقعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحضور أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويقضي بـ”الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر”.

وينص الاتفاق كذلك على “عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي”.

وجاء هذا الاتفاق على أمل إنهاء أزمة خليجية بدأت في الخامس من مارس/آذار الماضي، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفراءها من قطر.

وفيما برّرت هذه الدول خطوة سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق الرياض، قال مجلس الوزراء القطري إن “تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون”.

واعتبر مراقبون الحديث القطري إشارة إلى اختلافات وجهات النظر بين قطر من جهة وبين السعودية والإمارات والبحرين من جهة بشأن إطاحة قادة الجيش في مصر، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، في يوليو/تموز الماضي، بالرئيس آنذاك محمد مرسي.