على طريقة السينما المستقلة قرر محمد خان العودة للسينما بفيلمه "فتاة المصنع" والذي استطاع أن يحصد جوائز من مهرجان دبى السينمائي الدولي ،فاتبع خان هذه الطريقة للخروج من الأزمة الإنتاجية التي تواجهها السينما ،في ظل حالة الصعود التي تشهدها  المستقلة استطاعت طوال العاميين الماضيين أن تحقق نجاحا خارج حدود مصر لتشارك في الكثير من المهرجانات وتسحب البساط من السينما التجارية والفنية التي تعاني من حالة ركود، وكان العام الماضي قد شهد لأول مرة عرض أفلام مستقلة بدور العروض السينما منها "يهود مصر" و"الشتا اللي فات" وأخيرا "فرش وغطا" و  ،وهى الأفلام التي مثلت مصر في المهرجانات طوال الأعوام القليلة الماضية ،لتطرح التساؤل هل أصبحت السينما المستقلة هى الواجهه السينمائية لمصر في العالم ؟

أحمد عبد الله مخرج فيلم "فرش وغطا" الفائز مؤخرا بجائزة أفضل فيلم روائي لمهرجان مونبيليه لأفلام البحر المتوسط في فرنسا يعتبر أن المسألة ليست مرتبطة بفكرة أفلام مستقلة أو أفلام تجارية ،فالفيلم الذي يحمل قيمة فنية عالية يشارك في المهرجانات ،والبعض يحصل على جوائز ،ولكن ذلك لا يعني أن يتم تصنيف هذه الأعمال بأنها ليست جماهيرية لأنه يتم عرضها ،وأضاف بأن هناك أفلام ليست مستقلة نافست في مهرجانات عالمية مثل "بعد الموقعة" ليسري نصر الله الذي شارك في مهرجان كان العام الماضي ومن قبله فيلم "المسافر" لأحمد ماهر شارك في مهرجان فينيسا ،ولذلك لا داعي للتفرقة بين نوعية الأفلام لأن الأمر من وجهة نظره مختلفة.

أما المخرج داوود عبد السيد فله وجهة نظر مغايرة فهو يرى بأن الافلام السينمائية باتت غير قادرة على المشاركة في مهرجانات عالمية بسبب الأزمة التي تمر بها السينما ،والتي تعتمد على التجارية وزادت إبتذال في تجاريتها، في الوقت الذي تغيب فيه نوعية الأفلام التجارية التي تعتمد على رؤية المخرج ووجهة نظره خاصة وأن الفيلم لابد وأن يعبر عن ذاتية المخرج وهى من شروط الفن .ويرى أن عودة الأفلام التجارية للمنافسة في المهرجانات يأتي بعد تجاوزها لأزمة التمويل والتوزيع بالإضافة لأزمة الإبداع ، وأن يكون لدينا منتجين لهم طريقة تفكير وحضور مختلف عن الموجودين حاليا ،وإن كان ذلك لا يعني التخلص بشكل نهائي من الأفلام المبتذلة التجارية .فمثلا في مرحلة الثمانينات والتسعينات كان يتم إنتاج فيلم يشارك في مهرجانات وذو قيمة فنية قوية من بين كل عشرة أفلام ،فالحل هو أن تتجاوز الصناعة أزمتها ومن ثم تبدأ حالة الإبداع.بينما نجد على العكس السينما المستقلة غير مطلوبة من المنتجين ،ومن المؤكد في حالة وجود منتج واعي ومبدع يحاول يوصل للناس هذه الأعمال السينمائية ستحدث نقلة.

 المخرج أمير رمسيس  يرجع السبب في ذلك لقلة الإنتاج السينمائي ويقول بأنه في السنوات السابقة كان من بين كل سبعين فيلم مثلا بعض الأفلام القليلة الكلاسيكية التي تؤهل للمشاركة في مهرجانات عالمية وهى أفلام تتواجد على هامش الأفلام التجارية ،في الوقت الذي كان فيه العمل على السينما المستقلة في هذه المرحلة مغامرة ورهان.ولكن السنوات القليلة الماضية باتت شركات الإنتاج تراهن على المضمون خاصة في ظل إنتاج عدد قليل جدا من الأفلام.على عكس الافلام المستقلة والتي بدأت تنعتش لأنه ليس هناك أفلام تحمل قيمة فنية عالية كالتي يقدمها المخرج داوود عبد السيد أو أسامة فوزي فهذه المنظومة اختفت بسبب أزمة الإنتاج .وذلك لأن السينما الفنية تزدهر في حالة إزدهار السينما التجارية ولكن في الوضع الحالي طبيعي أن تختفي السينما الفنية ،والدليل على ذلك هو أن مخرج بقيمة محمد خان يعمل على فيلمه الجديد بشكل مستقل أيضا بالرغم من أنه ليس مخرج مبتدئ.

المخرجة هالة لطفي من مؤسسي مشروع حصالة الذي يتبنى أيضا العديد من مخرجي الأفلام المستقلة ودعمهم ترى بأن السينما المستقلة أصبحت هى الحل للخروج من الأزمة الفنية التي تمر بها مصر خاصة في ظل غياب معظم المنتجين وتخوفهم ،وهى ترى بأن الأفلام المستقلة ستؤكد بأنها جماهيرية أيضا لتنهي مزاعم صناع السينما التجارية الذين سربوا لأذهان الجمهور أن سينما المهرجانات غير مناسبة لهم.الناقد السينمائي طارق الشناوي يقول بأنه سعيد بمشاركة الأفلام المستقلة في المهرجانات وقدرة هذه الأفلام على حصد جوائز ، ولكن يتمنى أن يكون لهذه الأفلام أيضا تواجد في الشارع المصري وهى المعادلة التي يتمنى من صناع الأفلام أن يضعوها في حسبانهم لأنه لا حياة للسينما بعيدا عن الجمهور ،فالسينما ليست فقط مهرجانات ونقاد ولكن لابد أن تصل لرجل الشارع.فهناك معادلة مفقودة بين هذه الأفلام ورجل الشارع وليس معنى ذلك أننا نطلب منهم تقديم أفلام تجارية ولكن لابد من إيجاد لغة سينمائية مشتركة بينها وبين الشارع وحفاظها على تحقيق نجاح وحصد جوائز .